IMLebanon

المشنوق وأحمد الحريري يحملان على بوصعب وباسيل.. وتوقع تصريحات تصعيدية مضادة

كتب عمر حبنجر في “الانباء الكويتية”:

الأجواء السياسية في لبنان ليست أقل حرارة من الطقس الصيفي المتأثر بالتغييرات المناخية، لا بل إن المشهد السياسي الداخلي قارب منذ اجتياز الموازنة العامة محطة مجلس الوزراء، درجة الغليان، خاصة على صعيد التفاعلات القضائـيــة والسياسـيــة للحكم الصادر عن المحكمة العسكرية بتبرئة المقدم في الأمن الداخلي سوزان الحاج من جرم «فبركة» ملف تعامل مع إسرائيل للمسرحي زياد عيتاني بالتعاون مع «قرصان» المعلوماتية إيلي غبش، والذي وسّع مسافة التباعد، بين التيار الوطني الحر وتيار المستقبل، ليلامس «التسوية السياسية» الناظمة للعلاقة بين الرئيسين ميشال عون وسعد الحريري.

ويكاد الحكم المثير للجدل في قضية تلفيق ملف تعامل مع إسرائيل للمسرحي اللبناني زياد عيتاني، ان يكون القشة، التي قصمت، او كادت، ظهر بعير «التسوية السياسية»، في ضوء التراشقات الخطابية والتويترية بين الفريقين، فريق المستقبل الذي هبطت أسهم أدائه المخل بالتوازن السياسي وفريق التيار الوطني الحر الذي يقوده وزير الخارجية جبران باسيل.

وزاد الطين بلة إعلاء الوزير باسيل سقف خطابه السياسي، بالرافعة الطائفية، على غرار الخطاب الأخير الذي اعتبر فيه أن «السنّية السياسية» قامت على جثة «المارونية السياسية» في محاولة هادفة الى تبرير تحالف تياره مع حزب الله أمام جمهوره المسيحي الذي بدأ يلمس تناقض تصريحاته السيادية، مع تحالفاته السياسية، وبالذات مع «التسوية السياسية» التي اصبحت بنظر مصادر «القوات اللبنانية» التي بات بينها وبين التيار الحر ما صنع الحداد «ميتة سريريا». لكن على الرغم من تراجع باسيل عن هذا الكلام معتبرا ان هناك من يختلق أخبارا على لسانه مثل الإعلان عن عزمه إقالة اللواء عماد عثمان المدير العام لقوى الأمن. وترحيب «المستقبل» بهذا التراجع، فإن موقف الرئيس الحريري في القمة العربية والذي كان محل رفض من جانب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، سيكون للوزير جبران باسيل موقف سلبي مماثل منه اليوم الاحد. وكان النائب نهاد المشنوق، رد من دار الفتوى على كلام باسيل في البقاع الأوسط حول «السنّية السياسية» بقوله: هذا تماد غير مقبول، وهو يخرب التوازن في البلد، وهو ناجم عن سياسة طويلة أوصلتنا الى هنا، وهناك تماد في السكوت عن هذا الكلام وفي خلق «تسويات يومية وظرفية» تحت شعار التضحية، وأنا اعرف ان عيد الأضحى يأتي مرة في السنة، وليس كل يوم نضحي.

وفي غمز من قناة رئيس الحكومة سعد الحريري قال المشنوق: الحق ليس على باسيل فقط، فرئاسة الحكومة هي مركز توزيع السلطات في لبنان، واستمرار هذا الوضع ليس لصالح لبنان ولن نقبل به، وأعتبر ان تهجم باسيل على الرئيس نبيه بري ثم على الاستاذ وليد جنبلاط فالرئيس سعد الحريري ود.سمير جعجع هو اعتداء على وثيقة الطائف. وفي موضوع الحكم ببراءة المقدم في الأمن الداخلي سوزان الحاج، ترحم المشنوق على أيام المخابرات السورية، لافتا الى ان مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية (بيتر جرمانوس) رفض ان يذهب الى التفتيش القضائي، وقال ما حصل حفلة كيدية وثأرية، وقد تمت بعد زيارة احد الوزراء الى المحكمة العسكرية (وزير الدفاع إلياس أبو صعب) ليس لتحقيق العدل في هذه القضية، بل لإزاحة العدل، ودافع المشنوق بشدة عن شعبة المعلومات في الأمن الداخلي.

الوزير السابق طارق الخطيب عضو «لبنان القوي» رد على المشنوق بقوله: يحاولون أن ينفضوا عنهم غبار النسيان. بدوره، الأمين العام لتيار المستقبل احمد الحريري توجه الى الوزير بوصعب بقوله: لقد وضعت نفسك يا معالي وزير الدفاع في قفص الاتهام، وأنت متهم بتخريب مسار قضائي وتغطية مسارات قاض متهور، والإساءة لكرامة ضباط مؤسسة أمنية تقوم بكشف اوكار العمالة والإرهاب والعفن الكامن في زوايا الدولة. وزير العدل السابق اللواء أشرف ريفي، نعى المحكمة العسكرية مجددا، بعدما اثبتت انها اداة بيد السلطة، وأن منع المحاكمة عن متورطين بجريمة افتراء واختلاق بشعة، يمكن ان تتكرر ضد أي كان. النائب السابق مصطفى علوش وصف الحكم على المقدم سوزان الحاج و«المقرصن» ايلي غبش البراءة للأولى وسنة وحيدة للثاني، فضيحة، وبعد اعتراف وزير الدفاع ابوصعب بتدخله في المحاكمة اصبحت الفضيحة بجلاجل.