IMLebanon

المسلسل الأول في رمضان: التطبيل! (يورغو البيطار)

يقترب شهر رمضان من ختم آخر صفحاته ومعه ينتهي موسم المنافسة المشتعلة في المسلسلات الرمضانية التي باتت محطات التلفزيون المحلية تستنفر لأشهر من اجل خوض غمار الموسم معها.

وكما في كل عام، تندلع “حروب” الكترونية بين أنصار هذا المسلسل او ذاك، هذه الممثلة او تلك، عشاق هذه المحطة او تلك، مع استحضار كافة “عدة المعركة” من مفردات العنصرية والاتهامات والتراشق حول نسب المشاهدة ومن هم “نجوم رمضان” واي مسلسل نال الحصة الأكبر من المشاهدة.. كل هذا بات اعتياديًا في سياق المواجهة المفتوحة بين صناع الدراما التلفزيونية والشاشات المحلية لكن يبدو ان عنصرًا آخر برز هذا العام وانتشر بشكل كثيف حتى بات يهيمن على المشهد: إنه التطبيل!

فمن راقب مواقع التواصل الاجتماعي والصفحات الفنية والمواقع الالكترونية وحتى برامج المنوعات التلفزيونية خلال أيام شهر رمضان، لا شك انه “فجِعَ” بكم مريع من التطبيل المذهل تجاه كل مشهد “مؤثر” من مسلسل تلفزيوني او تجاه “نظرة” وجهتها بطلة مسلسل ما لبطل آخر أو حوار داخل سيناريو استدرّ عطفًا ما!

من الممكن ان يعجَب صحافي او مدون او متابع عادي بأداء هذا النجم او ذاك، كما من الطبيعي ان نشاهد مقالات صحافية نقدية تحلل المسلسلات فتشيد ببعضها او تجد ملاحظات في البعض الآخر، لكن ان تتحول الكثير من المنابر الإعلامية إلى سيل من المدح غير المفهوم والاطناب في الغزل بـ”كلام العينين بين الممثلين” أو بـ”ظاهرة استثنائية لن تتكرر في عالم التمثيل” او “كاريزما لا مثيل لها” فلا يمكن تبريره. يستحق الأداء الجيد الإشادة طبًعا والقصة المبتكرة تستحق التحية كذلك، اما ان يتحول الرأي الصحافي او النقدي الى مجرّد صف كلمات ارضاءً لارتباطات هذا الصحافي وصداقاته من دون أي اعتبار للتقييم الموضوعي ففي ذلك مبالغة لم تعد تنطلي على احد! حتى ان بعض المتابعين أعربوا عن أسفهم لهذه المغالاة في التعظيم والتفخيم وكأننا امام مسابقة حول من يمتلك موهبة لغوية اكبر في صوغ العبارات الرنانة والتي غالبًا ما تكون بعيدة جدا عن الواقع، وتشبه الى حد بعيد أساليب التفخيم بالزعيم السياسي المبجل والذي لن يتكرر!

لا بد في النهاية من تحية لكل مجهود بذِل في صناعة الدراما التلفزيونية ولكل من نجح في إسعاد المشاهد وتمكن من نقل مشاعر صادقة إليه، وندعو جميع من باتت رؤوسهم تلامس حد السماء الى استذكار القول الشهير “ندنو من العظمة بقدر ما ندنو من التواضع”!