IMLebanon

دريان: الكلام عن المارونية أو السنية السياسية غير مقبول!

أشار مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان الى ان “العيش الوَطَنِي عَيش مُشْتَرَك، تَرْعَاهُ مَوَاثيقُ وَأَعْرافٌ وَعُقود. فالعَيشُ الوَطَنِيُّ والتَّوَازُنُ الوَطَنِيّ، وَالحَقُّ الوَطَنِيّ، وَحُكْمُ الدُّسْتُورِ وَالقانون، مُقَدَّمٌ لَدَيْنَا على كُلِّ اعْتِبَار”.

وقال دريان خلال خطبة عيد الفطر السعيد في جامع محمد الأمين في وسط بيروت: “إنَّ مَا شَهِدْناهُ وَنَشْهَدُه خلالَ السَّنَواتِ المَاضِية، ليستْ فيه مُراعاةٌ لا لِحُرْمَةِ الدَّم، ولا لِحُرْمَةِ الدُّسْتُور، ولا لِحُرْمَةِ القانون. نحن نَستغرِبُ مَا نَسْمَعُ عَنِ السُّنِّيَّةِ السياسية، أوِ المَارُونِيَّةِ السياسية، أو الشيعيةِ السياسية، أو الأرثوذكسيةِ السياسية، أو غيرِها، فهذه التَّعابيرُ والمَواقفُ مِنَ البَعضِ بينَ الحِينِ وَالآخَر، غَيرُ مَقبُولَة، وغريبةٌ عَنْ ثقافةِ المُوَاطَنةِ وَالعَيشِ المُشْتَرَك، وحُكمِ الدُّستورِ والقانون، الذي ندعو إليه في لبنان”.

وتابع دريان “إنَّ التَّضَامُنَ الدَّاخِليَّ وَسَطَ أَزَمَاتِ المُحِيط، وَالأزْمَةِ الاقْتِصادِيَّةِ وَالمَعِيشِيَّة، ضَرورةٌ وَطَنِيَّةٌ عِمَادُهَا أَمْرَان: النَّأْيُ بِالنَّفْسِ لكي يَسْلَمَ الوَطَنُ مِنَ الهَزَّاتِ التي تُصَدِّعُ المُحِيطَ وَالجِوَار، والإصْلاحُ الدَّاخِلِيّ، وَمُكَافَحَةُ الفَسَاد، وَإحْلالُ حُكْمِ القانون ، لكي يُمْكِنَ إنْقاذُ البَقِيَّةِ الباقِيَةِ مِنْ حَياةِ المُوَاطِنينَ وَمَعِيشَتِهِم، والنَّأْيُ بِالنَّفسِ لا يَعني الخُرُوجَ عَنْ مِيثَاقِ جَامِعَةِ الدُّولِ العَرَبِيَّة، والتَّضَامُنِ مَعَ الأشقَّاءِ العرب”.

وأضاف “انَّ اتِّفاقَ الطَّائفِ واضِحٌ وجلِيّ، يَصونُ الدَّولةَ اللبنانيَّة ويَحْضُنُ الجميع. فلا يُحَاوِلَنَّ أحَدٌ الالتِفافَ عليهِ أو تَجَاوُزَهُ أو تَخَطِّيَ حُدُودِه. وَمَنْ تُسَوِّلُ لهُ نَفْسُهُ أنْ يأتيَ إحدى هذه المُحاولات، فهوَ خاسِرٌ وَوَاهِمٌ وَوَاهِن. فالدُّستورُ واضِح، والطَّائفُ بَيِّن، وينبغي على الجميعِ التزَامَهُ والعَمَلَ بهِ والحِفاظَ عليه، وأيُّ خللٍ في تنفيذِه سيكونُ لهُ عَوَاقِبُ وَخيمة”.

واكد دريان ان “رِئاسَةَ الحكومةِ ليستْ مَنْصِباً إدارِيّاً يُمْكِنُ التَّلاعُبُ بِهِ مِنْ هذه الجِهَةِ أو تِلك. بل هي قَلْبُ التَّوَازُنِ الوَطَنِيّ، وهي حَافِظَةُ المُؤسَّسات، وصانِعَةُ اسْتِقْرارِها، هَكذا نَفْهَمُ نحن هُوِيَّةَ رِئاسَةِ الحكومَةِ وَوَظائِفَهَا، وَلنْ نَقْبَلَ أنْ تَقَعَ في إسارِ الاسْتِئثارِ والتَّحَزُّبِ والتَّخْرِيب، لكي لا يُصْبِحَ الاخْتِلالُ الوطَنِيُّ الحَاليُّ غَيرَ قابِلٍ لِلشِّفَاء. نقولُ هذا كُلَّه، ليسَ لِشُرَكاءِ العَيشِ الوَطَنِيِّ وَحَسْب؛ بل ولِأنْفُسِنَا ولكلِّ القُوى السياسيةِ الفَاعِلَة، وَالعَامِلَةِ على السَّاحَةِ اللبنانية، الذينَ يَنْبَغِي أنْ يَجْتَمِعُوا على صَونِ الأركانِ الوَطَنِيَّةِ مِنَ الزَّعْزَعَةِ وَالافْتِئات”.

وأردف: “نحن لا نُهَدِّدُ ولا نَتَوَعَّدُ ولا نَسْتَخِفُّ كما يَفْعَلُ غَيرُنا. كُلُّ ما نَقولُهُ: إنَّنَا قَدَّمْنَا شُهَدَاءَ كِباراً كما فَعَلَ لبنانيُّونَ وَطَنِيُّون آَخرون. ونحن مُسْتَعِدُّونَ لِلمُضِيِّ في هذا السَّبيل، سبيلِ الكَرامةِ والوَطَنِيَّة”.

وختم دريان قائلاً: “هالنا ما وقع بالأمس من حدث إرهابي وإجرامي في طرابلس، ونحن نقدر عاليا للقيادتين العسكرية والأمنية السرعة في ضبط الأمور، ونتوجه اليهما بالتعازي بالشهداء ونسال الله الشفاء العاجل للجرحى”.