IMLebanon

هكذا يرمّم الحريري وباسيل علاقتهما

 حتى لحظة قراءة مقدمة النشرة المسائية لـ”تلفزيون المستقبل” الخميس، لم تكن الاتجاهات التي ستسلكها العلاقة بين حجري زاوية التسوية الرئاسية التيار الوطني الحر وتيار المستقبل تظهرت بعد. فالتصعيد الذي بلغ ذروته في اليومين الاخيرين بين رئيس التيار الوزير جبران باسيل وقياديين في المستقبل او يدورون في فلكه، واتخذ منحىً مذهبيا خطيرا لم تخلُ خطبة دينية في عيد الفطر من التحذير من تداعياته، يبدو انكفأ وصدر “أمر عمليات” بوضع حدٍ لكرة الثلج المتدحرجة المرشحة لاصابة التسوية الرئاسية في مقتل.

الواضح مما تضمنت المقدمة المشار اليها والتي سبقتها معلومات اعلامية عن تدخل حزب الله على خط توتر علاقة الحليفين وتقديم نصيحة للوزير باسيل بوقف استهداف “اهل السنّة” لان العواقب ستكون جد وخيمة على الجميع، ان قيادتي التيارين، كما تقول مصادر سياسية متابعة لـ”المركزية”، تشاورتا في ما آلت اليه الامور وقررتا سلوك الاتجاه المعاكس، صوناً للتسوية، من خلال خريطة طريق اعدتاها تقضي من جانب “الوطني الحر” بزيارة رئيس التيار دار الافتاء خلال الايام المقبلة وتأكيده من منبر “الموقع السني الروحي الارفع” على تمسكه بالعيش المشترك والوحدة ونبذ التعصب الطائفي، ومن “المستقبل” اشاحة النظر نسبيا عن ” زلة” باسيل في حق الطائفة ونقل المواجهة في اتجاه من يغردون خارج سرب الاعتدال السني الذي يمثله التيار، فكانت مقدمة الامس التي شنت هجوما لاذعا في اتجاه من “هدفهم فقط الاساءة للرئيس سعد الحريري، حتى ولو اضطروا الى ان يكونوا ماسحي احذية”، والاشارة الى ان “لسان حال الرئيس الحريري في هذا المجال الحكمة القائلة ” أللهم احمني من أصدقائي فأما اعدائي فانا كفيل به “، كما التأكيد ان اركان السنة في لبنان متراس في ظهرالرئيس سعد الحريري… وهو على خط واحد وقلب واحد مع دار الفتوى، ومع رؤساء الحكومات السابقين، أما الباقي، فأضغاث أحلام ومحاولات لقنص الفرص”.

بهذا الموقف، تعتبر المصادر، ان الرئيس الحريري صوّب البوصلة في اتجاه الخارجين عن “امر الطاعة” المستقبلية بهدف بلوغ الزعامة السنية، بعدما قال رؤساء الحكومات الثلاثة السابقون كلمتهم في بيانهم الشهير واعلن الوزير السابق نهاد المشنوق ما اعلنه، ونقطة عالسطر، على ان يلاقيه باسيل في زيارته لدار الافتاء، ويزور رئيس الحكومة قصر بعبدا، بما يمهّد الطريق لاعادة مياه العلاقات الى مجاريها.

بهذه الخريطة تضيف المصادر يسقط الرئيس الحريري ثلاثة عصافير بحجر واحد، فهو يقطع الطريق على الطامحين الى الجلوس مكانه على كرسي السراي، المحصّنة محليا وخارجياً، ازاء محاولات من هذا النوع، ويعيد التسوية الى حيث كانت قبل توتر العلاقات، كونها مصلحة للمستقبل والتيار وللبلاد في آن، مظللاً بالاوضاع الدقيقة التي تمر بها البلاد التي توجب تنفيس الاحتقان السياسي الذي شكلت حادثة طرابلس احدى تجلياته البشعة ولو ان الجميع حرص على اسباغها بالطابع الفردي، والعودة الى الانكباب على العمل من اجل انجاز الموازنة واطلاق مشاريع “سيدر” واصلاحاته لانقاذ البلاد من براثن الانهيار. اما العصفور الثالث فيسقطه بحجر تأكيد انتقاله من موقع المتلقي والمستهدف والمستوعب لكل محاولات استهدافه الى منبر الرد وعدم السكوت على اي تطاول او قنص عليه، فسلسلة المواقف التي صدرت عن تيار المستقبل وقادته ولا سيما عن امينه العام احمد الحريري وآخرها اليوم ردا على نواب الحزب الاشتراكي، اثبتت بالعين المجردة هذه النظرية والقرار. في مطلق الاحوال، تختم المصادر ان مجمل ما جرى خلال الايام الاخيرة على مستوى علاقة الحليفين شكل عبرة يفترض ان يتعظا منها. فالتسوية الرئاسية خط احمر واللعب على الوتر المذهبي بالغ الخطورة، وضابط الايقاع يتدخل لتصويب العلاقة حينما تهتز.