IMLebanon

لبنان يخشى المطبّات الإسرائيلية لنسف مفاوضات ترسيم الحدود

أرخت التطورات السياسية في إسرائيل، مع فشل رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو تشكيل الحكومة ودعوة الرئيس الاسرائيلي المواطنين الى انتخابات جديدة بعد حلّ الكنيست، بظلالها على مفاوضات ترسيم الحدود البرية والبحرية بين بيروت وتل ابيب التي يتنقّل على خطها الوسيط الاميركي مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الادنى ديفيد ساترفيلد.

فبعد موافقة اسرائيل على إجراء محادثات مع لبنان بوساطة اميركية لحل نزاع على الحدود البحرية يؤثّر على عمليات التنقيب عن النفط والغاز في شرق البحر المتوسط، وفق ما أعلن وزير طاقتها يوفال شتاينتز منذ اسابيع، وقبول لبنان الوساطة الاميركية برعاية الامم المتحدة، ينتظر ساترفيلد، المتوقّعة عودته الى بيروت قريبا، الجواب الاسرائيلي النهائي على اسئلة مُحددة مرتبطة ببعض التفاصيل المتعلقة بآلية اجراء المحادثات لجهة تحديد المكان (المرجّح في مقرّ القوات الدولية في الناقورة) والزمان وشكل الوفد لناحية الصفة (عسكرية او مدنية) للجهتين.

وفي حين توقعت اوساط ديبلوماسية، عبر “المركزية”، ان “تتأخر جلسات مفاوضات الترسيم بسبب انشغال المسؤولين الاسرائيليين بالأزمة السياسية المُستجدة”، الا ان مراقبين خالفوا هذه التوقّعات بتأكيدهم ان المحادثات ستنطلق بعد تشكيل الحكومة الاسرائيلية الجديدة، “طالما ان المشاركين فيها هم امنيون وضباط عسكريون وليسوا سياسيين مع ان كل وفد ينقل وجهة نظر سلطته السياسية”.

وتتمسك واشنطن بالمباشرة بالمفاوضات وعدم التأخير خشية من تداعيات التطورات وانعكاسها على الموضوع، علما ان لبنان يطلق نهاية العام المرحلة الثانية من التنقيب في البلوكين 4 و9.

من جانبه، يستعجل لبنان الجواب الاسرائيلي النهائي الذي سيحمله معه ساترفيلد الموجود في تل ابيب، مخافة ان يدخل “الشيطان الاسرائيلي” في التفاصيل وأن تطرح تل ابيب شروطا “تعجيزية” هدفها العرقلة والتسويف والمماطلة تمهيدا لوقف المفاوضات.

لهذه الغاية، توجّه المنسّق الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في لبنان يان كوبيش الى نيويورك لإطلاع مسؤولي اجهزة المنظمة الدولية على موضوع ترسيم الحدود البحرية والبرية بين لبنان وإسرائيل ولتزويده بالتعليمات والتوجيهات الاممية كون مقر قوات حفظ السلام “اليونيفيل” في الناقورة سيستضيف الاجتماع.

ولفت المراقبون الى ان “اللقاءات النفطية المرتقبة بين وفود قبرصية ويونانية ولبنانية في قبرص وفي اليونان هدفها حسم بعض الخلافات حول المنطقة الاقتصادية الخالصة والاتفاق بشأن تصدير الغاز الى اوروبا عبر انبوب مشترك بين دول المنطقة، لاسيما تلك الموجودة حول البحر الابيض المتوسط”.

وبالعودة الى شكل المفاوضات، يصرّ لبنان على إبقاء اللجنة الثلاثية التي تجتمع في الناقورة برعاية ضبّاط من قوات “اليونيفيل” وتكليفها حلّ ازمة ترسيم الحدود مع إدخال بعض التعديلات عليها لجهة “تطعيمها” بديبلوماسيين وخبراء عند الحاجة في حضور الوسيط الاميركي، وهو يؤكد تمسكه بالقوانين والثوابت والمسلمات ويتعاطى “بحذر” شديد مع الخطوة خوفا من مطبات اسرائيلية خبرها في مفاوضات سابقة في مسائل مختلفة.