IMLebanon

لجنة “حزب الله” لعودة النازحين تستأنف عملها

في ظل تقصير الدولة في مقاربة ملف النازحين السوريين الناتج عن غياب التفاهم السياسي وعدم الاتّفاق على آلية محددة لمقاربته، بادر “حزب الله” صيف العام الماضي الى تشكيل لجنة خاصة لحل أزمة ​النازحين السوريين​، تتولى مهمة ترتيب عودتهم من خلال التواصل معهم ومحاولة تسوية اوضاعهم مع النظام السوري تمهيداً لتحقيق عودتهم الى بلادهم.

هذه اللجنة التي فتحت مكاتب تمثيلية لها في مناطق عدة لاستقبال طلبات النازحين الراغبين بالعودة، استطاعات تأمين عودة عدد كبير من العائلات النازحة منذ تشكيلها حتى اليوم وهي تتوقّع تحقيق المزيد مع انتهاء العام الدراسي، اذ ان عدداً كبيراً من العائلات السورية ينتظر اقفال المدارس اللبنانية ابوابها لنقل اولادهم المُسجّلين فيها الى سوريا وبدء عام دراسي هناك.

واكد المسؤول عن لجنة النازحين في “حزب الله” النائب السابق نوّار الساحلي لـ”المركزية” “ان عملية تسجيل السوريين على قوائم العودة مستمرة. امّنا عودة آلاف السوريين، ونتوقّع ان تسير بوتيرة اسرع مع انتهاء العام الدراسي في لبنان”.

في حين يطغى عامل “الخوف” على النازحين السوريين بعدم العودة الى سوريا لاسباب مرتبطة بالتجنيد الاجباري في الجيش ومصادرة املاكهم كما يروّج، شدد الساحلي على اهمية تشجيعهم على العودة من خلال تسجيل اسمائهم في قوائم العودة، إما لدى الامن العام المُكلّف رسمياً بهذا الموضوع او عندنا في “حزب الله”، لاسيما وان جزءاً كبيراً من المناطق السورية بات آمناً كما ان الحكومة السورية تُشجّعهم على العودة من خلال سلسلة خطوات اتّخذتها منها تخفيف اجراءات الملاحقة والتعقّب لغير المتّهمين بارتكاب جرم، وإنشاء مراكز ايواء في المناطق المتضررة جداً اما بتركيب منازل جاهزة للسكن Prefabrique او استخدام المراكز غير المُجهّزة”.

واعتبر “ان مصلحتهم ومصلحة لبنان تشجيعهم على العودة، وما حصل في دير الاحمر منذ ايام من اعتداء على عناصر الدفاع المدني غير مُبرر وعلى قول المثل “بحبك يا اسواري بس قد زندي لأ”. اهلاً وسهلاً بالنازحين لكن ليس على حساب بلدنا وكرامته وناسنا واهلنا”.

واذ اشار الى “خطوات عملية في هذا المجال، لن نُفصح عنها قبل ان تنضج”، شدد على “ان المهم الان تشجيع النازحين على العودة، لانه لم يعد امامهم اي عذر للبقاء طالما ان جزءاً كبيراً من الاراضي السورية بات آمناً، كما ان وضعنا الاقتصادي مع البنى التحتية لا يحتملان مزيداً من الاعباء”.

اما عن المطالبة بعودة التواصل المباشر بين الحكومتين اللبنانية والسورية لترتيب آلية عودة النازحين، لفت الساحلي الى “ان وزير الدولة لشؤون النازحين صالح الغريب يتواصل مع القيادة السورية، كما ان المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم يؤدي دوره في هذا المجال على اكمل وجه، لكن كل ذلك لا يكفي، ولا بد من التواصل المباشر السياسي والعلني بعلم مجلس الوزراء عبر تكليف الغريب رسمياً بذلك، والا لا حلّ جذرياً لهذه الازمة”.