IMLebanon

التسوية تنبعث بلا تعديل على قاعدة “نتجاوز الخلاف ونمضي”!

تنتظر الساحة السياسية زيارة سيقوم بها رئيس الحكومة سعد الحريري العائد من الخارج، الى قصر بعبدا في الساعات المقبلة. فاللقاء الذي سيجمعه الى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ينطوي على أهمية كبرى كونه يفترض أن يضع حدا للسجالات التي ملأت الفضاء المحلي في الايام الماضية، ويؤسس لمرحلة جديدة من الشراكة والتعاون بين تيار المستقبل والتيار الوطني الحر. فهل يمكن ان يرسي قواعد جديدة للتسوية القائمة بين الحزبين – ركيزتي العهد؟

بحسب ما تقول مصادر سياسية مراقبة لـ”المركزية”، تحصينُ التسوية الموجودة بتنقيحها واضافة بنود جديدة اليها من قبيل وقف الكلام التحريضي والطائفي والاتفاق على الصلاحيات مرة لكل المرات، بما يمنع تكرار سيناريو الايام الماضية، أمرٌ ضروري. غير ان ذلك يبدو مستبعدا اليوم. فما سيحصل خلال اجتماع الرجلين هو عملية ترميم للتسوية الحالية التي تصدّعت بفعل الاشتباكات التي دارت من فوق السطوح، بين الأزرق والبرتقالي، مع اعادة تثبيت لركائزها في الارض السياسية. أي ان الطرفين سيعيدان التأكيد على ان اي خلافات ظرفية وتكتية بينهما واي تباعد في وجهات النظر في مقاربة قضايا الداخل والاقليم، يمكن ان تحصل، حتى انها قد تخرج فاقعة الى الضوء، كما جرى في الايام الماضية، الا انها لن تؤثّر على قرارهما التشارك في إدارة البلاد: الرئيس عون في رئاسة الجمهورية، والرئيس الحريري في رئاسة الحكومة… أليس هذا جوهر اتفاقهما؟ من هنا، يمكن القول ان إحياء التسوية سيكون على قاعدة “سنعتبر ان “الميني حرب” لم تحصل ونكمل طريقنا”!

غير ان المصادر تشير الى ان تمسّك التيارين بالتسوية، كونها حاجة لهما اليوم، لن تحول دون طلب الازرق من الرئيس عون التدخل للجم خطابات رئيس الوطني الحر الوزير جبران باسيل، النارية، وأكثرها سخونة التصويب على القيادات الامنية المقربة من “المستقبل” وكلامه عن “الجدية” في محاربة الفساد. وهي تكشف نقلا عن اوساط سياسية قريبة من مرجعيات سنية، عن رسالة وصلت الى باسيل مفادها “لا امكانية من الان وصاعدا للتعاون معك ما لم تغير سلوكك وتعاملك”. في المقابل، طلب “البرتقالي” من الحريري، ضبط “الصقور” الذين يتحدثون بسقوف عالية عن التسوية. وقد أتت هذه المعادلة ثمارها على ما يبدو، حيث أصرّ باسيل على توضيح مواقفه التي قال ان تم تحريفها، فيما صوّب إعلام “المستقبل” على “الجالسين على رصيف بيت الوسط” الذين يحاولون المزايدة على الرئيس الحريري.

وفي موازاة هذه الخطوات التبريدية التي تظهر مدى حرص الطرفين على التسوية، وصل الى مسامع الحريري كلام ايجابي قاله الرئيس عون عن التسوية أكد فيه انه يعتبر الاتفاق الموقع بينه وبين الحريري جوهريا واساسيا وقائما وانه أكثر من “تسوية”، معلنا انه “ينتظر عودة الرئيس الحريري من الخارج للاجتماع به وان لا مشكلة في الاتفاق لكن هناك من يحاولون بث السموم للتفرقة وضرب العلاقة القائمة بيننا، وهم سيفشلون”.

هذه الاجواء تدل كلّها الى اننا نقف امام صفحة جديدة ستُفتح في كتاب التسوية الرئاسية. وهي، إن كانت ستنقذ “حكومة العهد الاولى” وتمنع تحوّلها حكومة “إدارة أزمة” لا أكثر، الا ان الخشية الكبيرة هي ان تكون مبنية على سلّة تعيينات جديدة سيتقاسمها الطرفان، دائما بحسب المصادر. فهي تقول ان “المعركة” التي دارت في الايام الماضية سببها الاساسي، التعيينات المرتقبة في مراكز ادارية وقضائية ومصرفية. ومستجدات الايام المقبلة وزاريا، ستثبت صحة هذا الكلام من عدمه.