IMLebanon

متى ننتهي من منتحلي صفة “صحافي”؟!

كتبت ميليسا ج. افرام:

كثر يدعون ما ليسوا عليه، ونسمع شبه يوميا عن توقيفات بتهمة انتحال صفة محام أم قاض أم سفير أم رجل أمن، ولكن ما من يوم اوقف أحدهم لزعمه انه صحافي، فباتت مهنة الصحافة مباحة امام الجميع… أو ربما مهنة من لا مهنة له!

وفي زمن الانترنت وسائل التواصل الاجتماعي والمواقع الالكترونية بات من السهل انشاء موقع اخباري بمبلغ زهيد ولأهداف معروفة، فلا قيم ولا أخلاق ولا قانون يرعى إنشاء المواقع، حتى بات كل “عاطل عن العمل” ينشئ موقعاً وينتحل صفة “الصحافي”، علما انه يكون لم يدرس الصحافة يوماً ولم ينل حتى شهادة مدرسية، لا بل لا يعرف اللغة العربية ولا الكتابة ولا أبسط القواعد في اللغة ولا في الأخلاقيات المهنية، ويكتفون بسياسة “ادفع لأغطي أخبارك… وإلا أشتمك وأهاجمك”، وذلك عبر اللجوء الى سياسة الابتزاز والتشهير، فيعمد مدعي الصحافة الى التشهير بسياسيين وبشركات لبنانية بهدف نيل مبلغ من المال للعودة عن الخبر المنشور.

ولا يكتفي المتطفلون على الصحافة بالتعرض للاخرين وابتزازهم فيهاجم الصحافيين الحقيقيين ان لم يعطوه حيزا من نشاطاتهم ولم يدعوه إلى حفلاتهم ونشاطاتهم!

والابتزاز ليس مادياً فقط عند هذا النوع من “الواهمين”، إذا وصل أحدهم الى محاولة تهديد زميلات بالخضوع جنسيا له مقابل عدم فبركة ملفات لهن! يقولها وكله ثقة ان كلامه وموقعه الاكتروني “المعدوم” سيخيف الآخرين لتلبية رغباته!

يظن هؤلاء المتطفلون على مهنة الصحافة أن تنظيم حفل عشاء أو تقديم درع إلى نائب أو سياسي يجعل منه صحافياً أو يؤسس لنجاحات وهمية يبني حياته ومسيرته المهنية عليها، فيجد اسهل طريقة لجني المال من خلال عمليات ومختبئاً خلف انتحال صفة الصحافي، وخلف عنوان على الانترنت لا مضمون له سوى مساحة لممارسة هذا الابتزاز الغبي الذي يقع فيه أحياناً البعض حتى من السياسيين. فمتى ننتهي من ظاهرة منتحلي صفة “الصحافي” والمعتدين على “مهنة المتاعب” إلى درجة أنهم باتوا هم انفسهم متاعب المهنة الحقيقية؟!