IMLebanon

إضراب السوريين في لبنان: وقاحة!

عشية وصول المبعوث الرئاسي الروسي لسوريا الكسندر لافرنتييف ونائب وزير الخارجية سيرغي فرشينين الى بيروت الثلثاء، في زيارة تستمر يومين هدفها الرئيسي بحث ملف اعادة النازحين السوريين، وفي خضم انكباب الوزارات المعنية لا سيما العمل والداخلية، على تنظيم العمالة السورية واقفال المحال التي يديرها سوريون خلافا للقانون، بعدما بات هؤلاء ينافسون اللبنانيين ويتسببون بقطع ارزاقهم بفعل المضاربة غير الشرعية، حيث تنتشر محالهم وتتوسع بكثافة في كل المناطق، الى درجة ان اللبناني يخال نفسه في بعض الاحياء في اسواق دمشق وليس في لبنان، خرجت اصوات سورية عبر مواقع التواصل الاجتماعي تندد بالاجراءات اللبنانية وتدعو الى الاضراب احتجاجا، فنشرت امس بعض الصفحات الاخبارية على “فيسبوك” صورة يتم تداولها بين عدد من الاشخاص السوريين تحت عنوان “سوريون فقدوا الحياة في لبنان”، يدعون من خلالها الى المشاركة في اضراب اطلقوا عليه اسم “اضراب الكرامة”، بسبب ما اعتبروه “الاجراءات القاسية من قبل الحكومة اللبنانية بحق النازحين، كما بسبب عنصرية الشعب اللبناني في التعامل مع الشعب السوري.” وسيكون الاضراب لمدة 3 ايام ابتداءً من 20 الجاري، ويشمل التوقف عن العمل وشحن الهواتف الخليوية ومقاطعة وسائل النقل اللبنانية.

“الانتفاضة السورية”، كما تصفها مصادر سيادية لبنانية، عبر “المركزية” هي “الوقاحة” في حد ذاتها، على حد تعبيرها، فبعيدا من منطق العنصرية الذي لا ينطبق في اي شكل على لبنان وشعبه، تسأل المصادر، بأي عين يرفع النازح السوري صوته في وجه اللبناني معترضا ومحتجاً على اجراءات يخالف عبرها القانون ويزاحم اللبناني الذي شرّع له ابواب وطنه منذ ثماني سنوات ، فكبدّه حتى اللحظة 20 مليار دولار الى جانب نقص في حاجات البلديات وصل حسب البنك الدولي الى350 مليون دولار حتى 2015 فقط، عدا عن تداعيات كلفة النزوح الهائلة على الاقتصاد اللبناني والموازنة والبنية التحتية والأمن.

أمس الاول في خلال مؤتمر البلديات الثالث تحت عنوان “وطنكم بحاجة إلى عودتكم … أزمة النزوح ودور البلديات في حلها” قال وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل “ان كل من يتّهمنا بالعنصرية في موضوع عودة النازحين الى بلدهم هو مستفيد أو متآمر”، وسأل “في اصغر مخيم تدهمه الاجهزة الامنية تضبط قطع سلاح، فأي تبرير لوجود السلاح في مخيمات النزوح…ووفق أي معادلة يستأجر لبنان الكهرباء من سوريا ويدفع ثمنها لكنه لا يجوز له أن يتقاضى رسوم الكهرباء من النازحين السوريين.” وفي الجنوب، تؤكد اوساط بلدية لـ”المركزية” ان عددا كبيرا من النازحين الذين غادروا الى سوريا يعودون الى المناطق التي غادروها طوعاً، بواسطة معابر غير شرعية عبر مهربين، متذرعين بأن الاوضاع لم تستقر بعد في بلداتهم السورية، للاستفادة من بطاقة الاغذية الشهرية فيحصلون على المساعدات ويبيعونها.

اما في الامن فحدّث ولا حرج، اذ يكاد لا ينقضي يوم الا وتوقف الاجهزة الامنية سوريين، بجرائم تبدأ بالسرقة ولا تنتهي بالانتماء الى تنظيمات ارهابية، لا سيما داعش التي أعلنت المديرية العامة لقوى الامن الداخلي اليوم عن توقيف داعشي سوري مقيم في ياطر كان يخطط لتفجير كنائس وحسينيات، والسبحة تكر يومياً.

بعيدا من السياسة ومعادلاتها وحساباتها، تقول المصادر السيادية ان بات ملحا، لا بل ضرورياً، توحيد الموقف اللبناني والوقوف صفاً واحدا خلف شعار ” اعيدوا النازحين الى بلادهم في اقصى سرعة” لان “قنبلتهم الموقوتة” التي تشكل الدعوة الى الاضراب في وجه اللبنانيين، طرف فتيل اشتعالها، قد تنفجر في اي لحظة وآنذاك يصبح الندم من دون جدوى. ولعل العين في هذا المجال، تتركز على حلفاء سوريا في لبنان الذين يمونون على النظام، لمحاولة اعادة جزء من هؤلاء، على الاقل مناصري هذا النظام الذين ملأوا طرقات وساحات لبنان ابان انتخاباتهم في السفارة السورية منذ سنوات، ما دامت مناطقهم باتت آمنة كما معظم الاراضي السورية التي يسيطر عليها النظام وحلفاؤه، في انتظار ان تنضج ظروف القرار الدولي الكبير بأعادة النازحين جميعا الى ديارهم.