IMLebanon

إنعكاسات الأكل السريع وسُبل ضبطه

كتبت سينتيا عواد في صحيفة “الجمهورية”:

إلتهام الطعام بسرعة، عندما تكونون في عجلة من أمركم، هو أسوأ شيء في العالم! وإذا كنتم من الأشخاص الذين يُنهون طبقهم، ويلاحظون أنّ مَن حولهم لم يتناولوا بعد سوى نصف الكمية، فعليكم الحرص والانتباه أكثر والأكل بوتيرة أبطأ. لماذا وكيف؟ إليكم التفاصيل!

بالإضافة إلى آلام المعدة المُزمنة، فإنّ الأكل السريع قد يحفّز زيادة الوزن وبعض المشكلات الصحّية الجدّية. إليكم أهمّ المعلومات التي تحدّث عنها أخيراً خبراء موقع «Livestrong»:

عسر الهضم وأوجاع المعدة
إذا سبق لكم والتهمّتم طعامكم بغمضة عين، فمن المرجّح أنّكم تدركون جيداً هذا الشعور المؤلم، الذي ينتابكم عقب ذلك. إستناداً إلى موقع «MedlinePlus»، التابع لـ»U.S National Library of Medicine»، فإنّ عسر الهضم نتيجة شائعة للأكل السريع، ويمكن لأعراضه أن تشمل الشعور بحرقة شديدة. لحسن الحظ، فإنّ هذا الانزعاج يختفي عادةً، عندما يتمكّن الجسم من هضم كل الطعام. لكن، إذا استمرّ عسر الهضم، لا بدّ من التحدُّث إلى الطبيب، للتأكّد من أنّ ذلك لا علاقة له بتعقيدات أخرى مرتبطة بالانزعاج الهضمي، مثل حصى المرارة أو قرحة المعدة.

زيادة الوزن
الأكل سريعاً بانتظام قد يرفع بشكل ملحوظ خطر زيادة الوزن. وقد وجدت مراجعة لـ23 دراسة، نُشرت في «International Journal of Obesity» في العام 2015، أنّ تناول الطعام بسرعة مرتبط إيجاباً بمؤشر كتلة جسم (BMI) أعلى وبوزن إضافي. ويتّفق العلماء على أنّ المعدة تحتاج إلى 20 دقيقة لإخبار الدماغ بأنّكم حصلتم على ما يكفيكم من الطعام. وبالتالي فإنّ ابتلاع الأكل سريعاً يعزز احتمال استهلاك سعرات حرارية إضافية، قبل أن يتمكّن الجسم من إدراك أنّه لا يحتاج إليها فعلياً. كذلك بيّنت دراسة أخرى صدرت مطلع العام 2019 في مجلّة «Nutrients» أنّ الأشخاص، الذين يأكلون ببطء يميلون إلى امتلاك مستويات أقلّ من هورمون الجوع «Ghrelin»، ما يعني أنّهم يتناولون كميّات طعام أقل. فضلاً عن وجود عامل آخر يجب أخذه في الحسبان، وهو أنّ الأكل السريع يدفع الشخص إلى اتخاذ خيارات صحّية أقلّ، مثل البيتزا والدوناتس، فتكون النتيجة الإفراط في الكالوري.

إنقطاع إشارات الجوع والشبع
إذا كان الأكل السريع يعطّل إشارات الشبع الطبيعية للجسم، فإنّ الإنسان يكون أيضاً في خطر انقطاع التواصل مع علامات الجوع والشبع. تناول الطعام بسرعة يخفّض دقة طريقة تخزين الدماغ للذكريات المتعلّقة بالمأكولات المستهلكة. إسترجاع الذاكرة يشكّل جزءاً لتحديد جرعة الطعام، التي سيتمّ استهلاكها على الوجبة التالية. يعني ذلك أنّ تناول الغداء سريعاً قد يدفع الشخص إلى استهلاك كميات أكبر على العشاء.

مشكلات صحّية طويلة الأجل
الأكل بسرعة دائماً قد يعرّض الإنسان لمشكلات صحّية مع مرور الوقت، من بينها متلازمة الأيض، التي ترفع خطر أمراض القلب، والسكتات الدماغية، والسكري. وأظهر بحث نُشر في العام 2018 في «BMC Public Health» أنّ وتيرة الأكل الأسرع ارتبطت بارتفاع ضغط الدم، وزيادة دهون البطن، ومستويات أعلى لكل من الكولسترول والسكر في الدم. سبب ذلك لا يقتصر فقط على زيادة الوزن الناتجة من الأكل السريع، إنما أيضاً لاختيار مأكولات غير صحّية تكون غنيّة بالمواد المضافة، والسكريات، والدهون، والحبوب المكرّرة، في مقابل انخفاض استهلاك الأطعمة المُحاربة للإلتهابات مثل الفاكهة والخضار.

ما السرعة المطلوبة؟
يُجمع الخبراء على أنّ المعدة تحتاج إلى 20 دقيقة لإرسال إشارات الامتلاء إلى الدماغ. المطلوب إذاً، تناول الحصّة المعتادة والحرص على الأكل بوتيرة تمتد فيها الوجبة الى20 دقيقة أو حتى أكثر. أمّا في حال الشعور بالجوع بعد ذلك، فلا بأس من إضافة كمية قليلة.

نصائح لإبطاء الوتيرة
قد تجدون الأمر صعباً بدايةً، إذا كنتم معتادين على تناول الطبق خلال بضع دقائق، ولكن يمكنكم التحكم في سرعة الأكل مع مرور الوقت في ظلّ الأساليب الفعّالة التالية:
– الأكل أثناء الجلوس وبعيداً من أي تشتّت: تجنّبوا الحالات، التي تجعلكم تتناولون طعامكم بسهولة من دون الانتباه، مثل الأكل في السيارة أو أمام التلفزيون أو الكمبيوتر. بدلاً من ذلك، يجب الجلوس إلى مائدة الطعام والأكل بوعي، وبالتالي فإنّكم لن تأكلوا ببطء أكثر فحسب، إنما ستشعرون أيضاً بمزيد من الرضى.
– تناول قضمات صغيرة ومضغُها جيداً: لا بدّ من الامتناع عن وضع قضمة طعام أخرى في الفم، أثناء الاستمرار في مضغ نظيرتها السابقة.
– وضع الشوكة جانباً: إذ تشكّل وسيلة سهلة لأخذ استراحة عقب كل قضمة.
– جعل الوجبات أكثر إجتماعية: إستمتعوا بطعامكم مع العائلة أو الأصدقاء متى أمكنكم ذلك، فالمحادثات تكون مُسلّية وتُجنّب الرغبة في الأكل أكثر.
– وضع موسيقى هادئة: توصّلت مجموعة أبحاث إلى أنّ الأشخاص يميلون فعلاً إلى تمضية المزيد من الوقت في الإستمتاع بأطباقهم عند سماعهم موسيقى تضمن الاسترخاء.