IMLebanon

مخاطر شحن الهواتف في الأماكن العامة

كتب شادي عواد في “الجمهورية”:

يلجأ كثيرون لشحن هواتفهم في الأماكن العامة، ما يمكن أن يشكّل خطراً حقيقياً على بياناتهم، إذ يمكن لقراصنة الإنترنت تثبيت البرامج الضارة على هواتفهم وسرقة البيانات منها.

نقل البيانات من الهاتف بشكل كامل بمجرد وصله لشحنه

تنتشر في الآونة الأخيرة أجهزة متطوّرة عدة يمكنها بمجرد توصيلها بالهاتف الذكي، أن تسحب البيانات والصور والفيديوهات والمعلومات عنه بطريقة خفيّة، دون أن يشعر المستخدم. وهذه الأجهزة يمكن الحصول عليها بسهولة على الإنترنت، ولا يتجاوز سعرها بضع مئات الدولارات، ويعرف عنها بالأجهزة التي تقوم بإسترجاع البيانات أو تخليص البيانات عن الهواتف المدمَّرة كلياً.

نقل البيانات

بمجرد وصل الهاتف من خلال منفذ الشحن بأحد هذه الأجهزة، تبدأ عملية نقل البيانات منه بشكل كامل وبجميع محتوياتها وأنواعها. ويتم حفظ هذه البيانات مهما كان حجمها على ذاكرة جهاز النقل. ويتم كل ذلك دون أن يشعر صاحب الهاتف بأيّ أمر غريب، إذ إنّ الهاتف يتم شحنه أثناء إتمام هذه العملية وكأنه موصول بشاحن عادي. وتتوافق أجهزة سحب البيانات مع جميع أنواع الهواتف، وهي قادرة على سحب البيانات حتى من الهواتف المدمّرة والغارقة. تجدر الإشارة إلى أن أجهزة سحب البيانات ليست مخالفة للقوانين، ويتم إستخدامُها في بعض مراكز صيانة الهواتف. لكنّ سوء إستخدامها هو الذي يشكل خطراً على المستخدمين، بحيث إنه يمكن لأيٍّ كان أن يحصل على هذا الجهاز، واستخدامه بالطريقة التي يريدها. على سبيل المثال، يمكن وضع جهاز سحب البيانات في مقهى عام بطريقة مخفية. وعندما يأتي المستخدم لشحن جهازه، فهو يعمل فقط على وصل هاتفه بكابل الشاحن المتوافق دون أن يعير أيَّ إهتمام إلى مصدر هذا الكابل. وهنا يكمن الخطر، إذا كانت الجهة الأخرى من الكابل متصلة بجهاز سحب البيانات. فقد كشفت إستطلاعات عدة عن حالات ثبت فيها أنه تمت سرقة بيانات المستخدمين من هواتفهم بهذه الطريقة الذكية. وأشارت الى أن بعض أجهزة الشحن معدَّة ليتم استخدامُها للتجسّس على الهواتف بمجرد وصلها بها، ويمكن أن تتم قرصنة المعلومات من خلالها ونسخ البيانات من صور ومحادثات ومقاطع فيديو وأرقام ورسائل نصية، إضافة إلى البريد الإلكتروني وأرقام سرّية فور وصلها بها، حتى لو كان الهاتف مقفلاً بكلمة سرّية.

سبل الحماية

يلجأ قراصنة الإنترنت باستمرار إلى طرق لا تدعو للشك ولا تخطر على البال، مثل إستخدام أجهزة سحب البيانات كأجهزة شحن في الأماكن العامة لسرقة بيانات أصحاب الهواتف التي تمّ وصلُها لشحنها. ولتجنّب الوقوع ضحية هذه السلوكيات الإحتيالية، يجب الحرص على ضرورة إستعمال الشاحن العادي للهاتف، الذي يتمّ توصيلُه بمأخذ التيار الكهربائي العادي على الحائط، أو إستخدام «بنك طاقة متنقل» لإعادة الشحن، بدلاً من إستخدام أجهزة الشحن العامة، التي يمكن أن تكون أجهزة تجسّس في بعض الأماكن. وفي الختام إنه من المهم الإشارة إلى أنّ تطبيقات حماية الهاتف لا يمكنها رصد أجهزة سحب البيانات، كونها التطبيقات تعمل فقط على إكتشاف البرمجيات الضارة، ولا يمكنها إكتشاف الأجهزة الخارجية التي يتم وصلُها بالهاتف.