IMLebanon

الحريري-جعجع: تمسّك بالنأي بالنفس لحماية “رأس” لبنان

حلّ رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع الثلثاء ضيفا على بيت الوسط حيث استقبله رئيس الحكومة سعد الحريري. ليس ملف معين أو واحد، حتّم انتقال رئيس “القوات” إلى العاصمة. فالتطورات التي تسارعت في الداخل في الآونة الأخيرة سياسيا وماليا من جهة وتلك التي تسجّل في المنطقة والعالم من جهة ثانية، كانت كلّها حاضرة في المباحثات بين الرجلين، وفق ما تقول مصادر مطّلعة لـ”المركزية”.

على الصعيد الاستراتيجي، كان اتفاق على “ضرورة إعطاء الأولوية لسياسة النأي بالنفس، فحماية “رأس” لبنان تتطلب عدم التدخل لا سياسيا ولا عسكريا في النزاعات القائمة في المنطقة. ومن الضروري، في ظل الكباش الأميركي – الخليجي مع ايران، ترك بيروت بعيدة هادئة وآمنة وعدم تحويلها “صندوق بريد”، وقد توقفا في هذا السياق عند تصريح الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله الذي لوّح بأن الجبهات كلّها ستشتعل في حال تعرّض إيران لأي اعتداء، رافضين اقحام لبنان في نزاع “لا ناقة له فيه ولا جمل”. في الموازاة، شدد المجتمعون على أن لبنان جزء لا يتجزّأ من “الأسرة العربية” وقد ساهم في تأسيس الجامعة العربية وتاليا لا يمكنه إلا أن يكون متضامنا مع رفض “العرب” الاعتداء على أي دولة عربية”.

محليا، التقى رئيس الحكومة ورئيس “القوات” على “توصيف الوضع الاقتصادي الراهن وقد رأياه هشّا ودقيقا ويستلزم علاجا سريعا ونوعيا عبر إقرار الموازنة سريعا ووضع قطار الإصلاحات والنهوض على السكة، بما يشجّع الدول المانحة على نقل أموال “سيدر” إلى لبنان. وفي وقت شدد جعجع على أن “القوات ترى أن ثمة أبوابا إضافية من الضروري ولوجها لتأمين إيرادات أكبر لخزينة الدولة، كما كان إجماع على أن المماطلة لا تجوز في نقاش الموازنة ولا المزايدات لأن الظروف لا تسمح ولا بدّ في نهاية المطاف من إقرارها وفق قاعدة “أفضل الممكن”.

إلى ذلك، حضرت المستجدات السياسية بقوة في مناقشات بيت الوسط. ففي أعقاب الكباش الذي اندلع بين التيار “الوطني الحر” وتيار “المستقبل” في الأسابيع الماضية، اعتبر جعجع أن “ما حصل كاد يسقط التسوية الرئاسية ومعها العهد وإنتاجتيه. وإذ رحب بعملية إنقاذها التي بدأت بلقاء رئيس الحكومة رئيس الجمهورية ميشال عون ثم رئيس التيار “الوطني الحر” الوزير جبران باسيل”، لافتا غلى أن “الخطابات عالية السقف يجب أن تتوقف وهي لا تساعد في إرساء أجواء إيجابية مؤاتية للعمل مؤسساتيا وسياسيا واقتصاديا في البلاد بل تفاقم السوء سوءا”.

وفي هذا السياق، كرر جعجع، وفق المصادر، ما “كان قد قاله في معراب بعيد اجتماع “تكتل الجمهورية القوية” لناحية أن الوضع يحتاج إلى تدخّل مباشر من رئيس الجمهورية، غامزا من قناة دور يتمنى أن تضطلع به بعبدا، لجهة لجم الخطاب المتشنّج الذي غالبا ما يطبع خطاب وأداء رئيس التيار “الوطني الحر”.

أما على صعيد ملف التعيينات المرتقبة والتي يفترض أن تطرح قريبا على طاولة مجلس الوزراء، فقد تحدّث جعجع بكل صراحة، مشيرا إلى أنه “لا يطلب أبدا للقوات حصّة من قالب الجبنة بل يتمسّك بالآلية العملية التي أقرت منذ أعوام لإتمام التعيينات لأنها تضع الشخص المناسب في المكان المناسب انطلاقا من كفاءته وجدارته لا من انتمائه السياسي. وإذا فتحت هذه الآلية الباب أمام قواتيين لتبوّء مناصب في الدولة، فنسلّم للأمر، وإلا فإنه لا يريد إدخال محسوبين على “القوات” إلى الوظائف فقط لأنهم قواتيين. وهنا، توافق والرئيس الحريري على أهمية عدم تسييس هذا الملف وإتمامه على شكل “مُحاصصة”، وقد طمأنه رئيس الحكومة إلى أنه سيواصل اتصالاته في قابل الأيام لإنضاج اتفاق حول هذه القضية لأنه لا يرغب أبدا بعودة التوتر إلى قلب مجلس الوزراء”.