IMLebanon

هكذا تدخّل “الحزب” مع باسيل للتهدئة مع الحريري!

بعد الهزات العنيفة التي تعرّضت لها التسوية الرئاسية في الأسابيع الماضية وقد أصابتها رصاصات اشتباكات التيار الوطني الحر وتيار المستقبل، في الصميم، حتى كادت تسقطها “شهيدة”، تدارك الطرفان الوضع وأعلنا هدنة سياسية، سرعان ما تحوّلت وقفا تاما لإطلاق النار، نتيجة اتصالات على اعلى المستويات حصلت بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس الحكومة سعد الحريري في قصر بعبدا، أعقبتها محادثات ماراتونية بين الاخير ورئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل بدأت في السراي واستُكملت في بيت الوسط.

إنعاش التسوية حصل لانها حاجة ملحّة اليوم لطرفيها، وفق ما تقول مصادر سياسية مراقبة لـ”المركزية”. ففيما هما يتشاركان السلطة، خلافُهما سيحوّل العمل المؤسساتي “جحيما” وأمرا شبه مستحيل، وستنعكس تداعياته مزيدا من التقهقر سياسيا واقتصاديا وماليا. وتاليا، لا بد لهما في وقت يعيشان تحت السقف نفسه من تأمين حد أدنى من التفاهم والهدوء في ادارة “بيتهما الزوجي”.

في موازاة ذلك، تشير المصادر الى “حقيقة” ظهرت ملامحها بوضوح بعد أن انجلى دخان “معارك” الايام الماضية، تقول إن الرئيس الحريري “حاجة” للقوى السياسية كلّها في لبنان، وإن بقاءه في موقعه في رئاسة الحكومة اليوم، أكثر من ضروري لمختلف المكونات، سواء كانت حليفة له او خصما.

فالرجل أثبت أنه الممثل الاقوى للنبض السني في البلاد، وأن كلّ من “تكتّلوا” في وجهه في أعقاب الانتخابات النيابية لم يتمكّنوا من تثبيت أرجلهم في شارعهم. فاللقاء التشاوري للنوّاب السنة المستقلين، مثلا، أظهر بعد كل الضجة التي أثيرت لتمثيله في الحكومة، أن وجوده على الساحة السياسية شبه معدوم.

أضف الى ذلك ان شبكة العلاقات العربية والاقليمية والدولية التي يملكها زعيم التيار الازرق، لا يملكها سواه، وبالتالي فإن تأمين عودة القوى الكبرى كلّها الى الساحة اللبنانية، مالا ودعما وسياحا واستثمارات – وهي عودة أكثر من ضرورية لانتشال لبنان من وضعه الحالي المزري-  لا يمكن ان تتحقق إن لم يكن “سعد رفيق الحريري” متربعا على “عرش” السراي، في البلاد.

ليس التيار الوطني وحده من يدرك أهمية الرئيس الحريري، بل حزب الله ايضا، تتابع المصادر. فالضاحية التي “نفخت” اللقاء التشاوري في الحقبة السابقة، وعملت على “خرق الازرق” في بيئته، تعرف باطنا ان أحدا لا يحلّ مكان الرئيس الحريري، وأن وجودها في قلب حكومة يرأسها يشكّل نقطة قوة لا تضاهى لحزب الله اليوم، في ظل موجة الاستهداف التي يتعرض لها. ففيما يوضع على لوائح الارهاب الاميركية والعربية وبعض الدول الاوروبية، يعطيه جلوسه مع الرئيس الحريري، بما يمثّله لبنانيا وعربيا ودوليا، غطاء سياسيا قويا ومشروعية هو في أمسّ الحاجة اليها اليوم…

من هنا، تضيف المصادر، تدخّل “الحزب” لدى باسيل في الايام الماضية، متمنيا عليه التهدئة مع الرئيس الحريري، إنقاذا للتسوية من جهة وللحكومة الحالية من جهة ثانية. فالوقت غير مناسب أبدا لخلط الاوراق في الداخل ولا للمغامرة بقلب المشهد وتوازناته “المدروسة” القائمة.

من جانبه، تضيف المصادر، أيقن الرئيس الحريري محوريّة دوره وحقيقة حجمه، فعاد الى اللعبة السياسية بعد الخضة الاخيرة للتسوية، بمنهجية جديدة: هو لن يستغل موقعه هذا لعرقلة العهد، لكنه سيتعاطى بحزم وحسم مع اي سلوك يراه معرقلا للعمل الحكومي، من اي جهة صدر، ولن يسكت عن اي تجاوزات بعد اليوم…