IMLebanon

اللاجئون يزيدون من عمق الأزمة التركية (بقلم أحمد محمود)

تركت التحركات السياسية الأخيرة في تركيا أثرها على التعاطي التركي مع القضايا، سواء الداخلية أو الخارجية ولعل أبرزها العلاقة مع حركة “حماس”.

وتتزايد حساسية المسألة مع تداعيات الأزمة الاقتصادية التي تعيشها تركيا، وهي الأزمة التي بدأت مع انخفاض سعر الليرة التركية بنسبة 36% أمام الدولار، ما دفع بالحكومة إلى تقديم عدد من الإغراءات من أجل تسهيل الحصول على الأموال سواء من المستثمرين الأجانب أو من تسهيل التعاون مع حكومات أخرى.

وتؤكد المعطيات الاقتصادية تصاعد الازمة، على سبيل المثال بلغت البطالة في تركيا أعلى مستوى لها في العقد الماضي، حيث بلغت 14.7% منذ بداية العام.

ومع تصاعد حدة الأزمة بين الأتراك بدأ أبناء الشعب التركي في حث الحكومة على عدم أنفاق اي أموال على الأجانب ممن يصلون إلى تركيا، ما تجلى في تزايد غضب الأتراك من الأموال التي تنفقها الحكومة على اللاجئين السوريين على سبيل المثال، بالاضافة إلى إنفاق الأموال على دعم عدد من الفصائل الفلسطينية، واستيعاب عدد من الفلسطينيين في تركيا، ما زاد من حدة التوتر السياسي في البلاد خاصة مع اتهام جهات بالمعارضة التركية الى السلطات بأن الكثيرين ممن تقدم لهم الحكومة الدعم هم من عناصر “حماس” في المدن التركية.

ويحصل العديدون من هذه العناصر على خصومات سكنية ومنح دراسية ورعاية طبية مجانية ، ما دفع الى انتقاد ذلك عبر مقالات في المواقع والصحف التركية خصوصًا في ظل الأزمة المالية الخانقة التي تتعرض لها البلاد.

وتشير صحيفة “صباح” التركية في تقرير لها إلى أن الكثير من الأتراك عبروا عبر منصات التواصل الاجتماعي عن غضبهم من الأجانب بالبلاد، مشيرة إلى أن توافد الأجانب وبكميات كبيرة في تركيا أدى إلى التأثير على شرائح واسعة من المواطنين، بداية من العمال البسطاء في تركيا وحتى اصحاب الأعمال والمقاولين ممن ينتقدون تفشي تواجد ابناء هذه العمالة وتحديدا من الفلسطينيين في البلاد دون رقيب قوي.

وما يزيد من قوة هذه الرواية، إعراب مصادر أمنية تركية عن غضبها من السلوك الذي ينتهجه عناصر حركة حماس في تركيا، حيث عناصر من الحركة وقادتها بالتواصل العسكري مع بقية أعضاء التنظيم المتواجدين في الخارج، وهو أمر تأكدت منه بعض من القوى سواء الإقليمية أو الدولية المعارضة لسياسات حماس، ما أدى الى تصاعد التوتر داخليا في تركيا بسبب عناصر “حماس”.

هذه القضية تتصاعد بقوة في الشارع التركي، ما بات يمثل أزمة واضحة ليس فقط على الصعيد الداخلي التركي ولكن على المشهد التركي بصورة عامة.