IMLebanon

اللامبالاة والشعور باليأس يُهدِّدان الخصوصية الرقمية

كتب شادي عواد في صحيفة “الجمهورية”:

يستسلم مستخدمون كثر لسلامتهم الرقمية لاعتقادهم أنّ أيّ محاولات للحفاظ على الخصوصية على الإنترنت سوف تبوء بالفشل. وقد تؤدي هذه اللامبالاة على المدى الطويل إلى حدوث مشكلات كبيرة لأنه سيأتي يوم يكون المستخدم فيه عرضةً لهجمات القراصنة.

مع زيادة أهمية الإنترنت للحياة العصرية، بات 97 في المئة من سكّان منطقة الشرق الأوسط يتصفّحون الإنترنت عدة مرات في اليوم، الأمر الذي أوجد تحدّياً هائلاً أمام المستخدمين في مسألة الحفاظ على بياناتهم الشخصية ووضعها تحت السيطرة.

الشعور باليأس
في ظل إستمرار النمو في حجم البيانات الشخصية التي يتم نشرها على الإنترنت، وجدت دراسة أخيرة أجرتها كاسبرسكي لاب أنّ 37% من المستخدمين في منطقة الشرق الأوسط يجهلون طريقة تأمين حماية تامة لخصوصيتهم عبر الإنترنت. وغالباً ما يؤدي شعور المستخدمين باليأس إزاء مشكلات الخصوصية الرقمية، إلى إفراطهم في التواصل وتبادل المعلومات ونشرها على الشبكات الإجتماعية متجاهلين المخاطر الأمنية التي ينطوي عليها هذا الأمر، وغير مدركين أنّ يأسهم ولامبالاتهم في مسألة الخصوصية قد يجعلانهم أهدافاً سهلة لمجرمي الإنترنت. ووفقاً للدراسة أفاد ما يقرب من واحد من كل خمسة أشخاص بأنه وجد على الإنترنت معلومات خاصة بهم أو بأفراد أسرهم منشورة في صفحات علنية، مع أنه لا ينبغي لهذه المعلومات أن تكون منشورة على الملأ. وقد وجدت الدراسة أنّ هذه النسب ترتفع إلى 20% بين من لديهم أطفال دون الثامنة عشرة من العمر. وتؤدي الجهود غير المجدية في الحفاظ على الخصوصية على الإنترنت إلى حالة تسمى «اليأس من الخصوصية»، ترتبط بعيش المستخدم تحت ضغط مستمر سببه شعور دائم بأنّ أطرافاً ما تستفيد من معلوماته الشخصية، وإقتناعه بعدم جدوى أية جهود تبذل في سبيل الحماية. ويرى بعض الأشخاص في الواقع أنهم لا يملكون القوة الكافية للتصدي لإنتهاك الخصوصية. وأظهرت الدراسة أنّ ثلث المستخدمين يجهلون أساساً كيفية تأمين الحماية الكاملة لخصوصيتهم على الإنترنت، مثل محو سجلّ التصفح بإنتظام أو إستخدام وظائف إضافية خاصة لمنع مزايا التتبّع، في سبيل تأمين خصوصيتهم أثناء تصفح الإنترنت من أجهزتهم.

حلول بسيطة
على الرغم من عدم وجود حلول سحرية، ثمة العديد من الطرق التي يمكن للمستخدم اللجوء إليها لتقليل المخاطر المرتبطة بالخصوصية، وذلك بالإهتمام بأسس السلامة الرقمية والحرص على إستخدام الأدوات والتقنيات المتقدمة لمساعدته في ضمان ضبط خصوصيته الرقمية. وأوصت كاسبرسكي لاب باتّباع بعض الخطوات البسيطة من أجل تأمين الخصوصية الرقمية منها الشروع في تنظيم الحضور الرقمي على الإنترنت عبر الحدّ من شيوع البيانات وانتشارها أمام الملأ. كذلك أوصت باستخدام أدوات رقمية خاصة تسمح بتصفح الإنترنت بأمان، وتثبيت حلول أمنية موثوق بها تتضمن مجموعة من الأدوات المساعدة لتقليل مخاطر انتهاك الخصوصية، لمنع الوصول غير الموثوق به من التطبيقات إلى كاميرا الويب أو الميكروفون.