IMLebanon

هل تعيد “صفقة القرن” إحياء فكرة “جامعة الدول العربية والجوار”؟

صحيح أن جامعة الدول العربية تأسست عام 1945 عقب انتهاء الحرب العالمية الثانية لتوحيد الجهود والمواقف العربية في مواجهة التحديات التي كانت تواجه العرب آنذاك، وليس أقلها قيام دولة اسرائيل على الأراضي الفلسطينية، طبقا للوعد الشهير الذي قطعه وزير الخارجية البريطاني آرثر بلفور على مؤسس الحركة الصهيوينية روتشيلد في 2 تشرين الثاني 1917. لكن الصحيح أيضا أن الأمين العام السابق للجامعة عمرو موسى رمى إلى تطوير الجامعة العربية، وجعلها إطارا فاعلا في تخفيف حدة التشنجات السياسية التي يشهدها الشرق الأوسط، الذي غالبا ما يتلقى “الهزات الارتدادية” للسياسات والخيارات التي يركن إليها كبار العالم.

وفي سبيل تحقيق هدف تفعيل الجامعة هذا، طرح موسى فكرة قيام “جامعة الدول العربية والجوار”، على أن تضم، إلى الدول الأعضاء، كلًا من تركيا وإيران بوصفهما دولتين معنيتين بالتطورات والتوترات السياسية الكثيرة في المنطقة. غير أن هذه الفكرة ما لبثت أن جوبهت بجدار من الرفض نصبته أولا الدول الخليجية الحاضرة في الجامعة.

وبعد انتهاء ولاية عمرو موسى، وعلى وقع المواجهة المفتوحة التي تخوضها الدول العربية مع ايران، علما أن بين الخليج العربي وقطر أزمة مستفحلة منذ حزيران 2017، تكشف أوساط عربية مطّلعة، لـ”المركزية”، أن في الكواليس السياسية العربية عودة إلى العزف على وتر إعادة إحياء “جامعة الدول العربية والجوار”.

وتشير الأوساط إلى أن مؤيدي الفكرة يحاولون إعادة بث الحياة في عروقها على وقع الحراك العالمي الممهد لـ”صفقة القرن”، وتوضح أن بعدما قاطع الفلسطينيون مؤتمر المنامة الذي عقد أخيرا، والذي خصص لمناقشة الجانب الاقتصادي من الصفقة، يعتبر مؤيدو مشروع “جامعة الدول العربية والجوار” أن قد يكون من المفيد ضم تركيا إليها، بما قد يريح الدول العربية وحركة “حماس” ويدفعهم إلى السير بـ”صفقة القرن”.

غير أن الأوساط أشارت إلى أن الجانب الفلسطيني لا يزال على موقفه الرافض “صفقة القرن”، كما لتوسيع الجامعة العربية، فيما لا تزال دول الخليج على رفضها أي خطوة من شأنها أن تتيح لإيران التدخل في شؤون المنطقة العربية.

وفي السياق، تذكّر الأوساط بأن دول الخليج العربي في صراع مفتوح مع ايران وتدخلها في شؤون “رقعتهم” من العالم، وهو ما تدل إليه بوضوح بيانات الاجتماعات العربية الموسعة التي أصابت  بالرصاص السياسي القوى الاقليمية المحسوية على طهران، كـ”حزب الله” في لبنان والحوثيين في اليمن، على اعتبار أن دور ايران يجب أن ينحصر في دول الشرق الأدنى كأفغانستان وباكستان على سبيل المثال، تماما كما لا يجوز السكوت عن استمرارها في ما يسميه العرب “تصدير الثورة الإسلامية” إلى دولهم.

أما في ما يتعلق بأنقرة، فتشير الأوساط إلى أن أحد الأسباب الرئيسية لرفض الدول العربية اشراكها في جامعتهم في نسختها “الموسعة” يكمن في الدعم التركي للإخوان المسلمين، الذين رفع العرب في وجههم البطاقة الحمراء، مرارا وتكرارا لتأكيد رفض الربط بين المسلمين و”الإرهاب المتطرف”.