IMLebanon

 كرم لـIMLebanon: الهجوم علينا أمر عمليات ويريدون أن ننضم لمبدأ “المزرعة”!

بعد امتناع نواب “القوات اللبنانية” عن التصويت على مشروع الموازنة، شنّ نواب ووزراء “التيار الوطني الحر” هجوماً “تويترياً” عنيفاً على “القوات”، واتّهمومها “بالانقلاب على الموازنة” و” بتقلب المواقف”، حتى رئيس الحكومة سعد الحريري أعرب عن امتعاضه من بعض طروحات نواب “القوات” خلال جلسات مناقشة الموازنة.

“القوات” أوضحت موقفها وذكّرت بأنها تحفظت على الموازنة داخل جلسات الحكومة، وأكدت أنها تقدمت باجرءات اصلاحية للموازنة في جلسات لجنة المال والموازنة لكن لم يتم الاخذ بها بعين الاعتبار، وانها ستصوّت على كل مادة إصلاحية في الموازنة.

لمَ صوّتت “القوات” ضد الموازنة؟ ما موقفها من الهجوم العوني عليها؟ وهل انقطع التواصل مع رئيس الحكومة سعد الحريري؟

يوضح أمين سر تكتل “الجمهورية القوية” النائب السابق فادي كرم، في حديث لـموقع  IMLebanon، ان “الهجوم علينا من قبل “التيار” هو أمر عمليات وكنا نتوقعه، و”القوات” في عدة محطات في السنتين الاخيرتين، تبين انها وحيدة بمعركتها، وهم يسمّونها معزولة، في محاولة منهم لادخال “القوات” بمفهومهم والتخلي عن استراتيجيتها الاصلاحية والانضمام لمبدأ المزرعة الذي يتّبعونه”، لافتاً الى ان “القوات” أثبتت عدة مرات انها اصلاحية، وخصوصاً هذه المرة الاساسية، لان اللحظة لحظة تاريخية مع إقرار موازنة جديدة وطلبِنا ان اصلاحية”.

ويقول كرم: “اعتادوا على ان تكون معالجة الامور بالطريقة غير الجدية التي كانت تُتّبع على مدى سنوات طويلة، وهي ذهنيتان: بين ترك الدولة مُباحة للمصالح الفئوية والخاصة ومنطق المزرعة، وذهنية جديدة جريئة اصلاحية حقيقية هي القوات اللبنانية، وما تتّبعه في مجلس الوزراء كما في مجلس النواب”.

ويضيف: “للاسف ان بعض الافرقاء الذين اعتادوا على الاسلوب الزبائني والاسلوب الاستغلالي لمؤسسات الدولة اللبنانية، لم يصدقوا بعد ان هناك فريقاً وهو “القوات اللبنانية” جدي بعملية الاصلاح، ولا زالوا يعتقدون ان شعارات الاصلاح هي شعارات لارضاء الناس، وايهامها بانهم سيصلحون وضع الدولة الاجتماعي والاقتصادي”.

ويتابع كرم: “القوات” عندما أخذت القرار الاستراتيجي بانها تبني دولة المؤسسات ودولة الجمهورية القوية، انكشف الافرقاء الاخرون، وأصبح وضعهم مأزوماً وتبين للناس ما معنى الاصلاح الحقيقي، بعدما استطاعوا على مدى سنوات طويلة، ان يُخضعوا الشعب اللبناني لمفاهيمهم الغوغائية وللكلام الفضفاض الذي لا معنى له، واليوم أتت “القوات” باستراتيجية جديدة اصلاحية، وكشفت لكافة الافرقاء ما معنى الخطوات الحقيقية الاصلاحية، ولهذا السبب نشهد اليوم هجوماً على استراتيجية الاصلاح القواتية، لانهم يريدون ان يغطوا فسادهم وذهنية المزرعة لديهم”.

ويضيف كرم “السؤال هو لماذا لا يقرّرون ان يكونوا اصلاحيين مثلنا؟ ويخطون الخطوات الاصلاحية الحقيقية التي طرحناها في مجلس الوزراء ونصرّ عليها في مجلس النواب؟ والجواب هو انه عندما يلجأون الى الخطوات الاصلاحية التي طرحناها ينتهي دورهم السياسي، وربما لا يعود لهم اي وجود سياسي، لانهم بنوا شعبيتهم وسياستهم على مفهوم إخضاع الناس للمصالح التي يقدمونها لهم بطريقة زبائنية، فأصبحوا قادرين على السيطرة على الناس ليس من منطلق قناعة الناس بهم، لكن من منطلق ان الشعب يريد ان يعيش ويتّكل عليهم ليستطيع ان يعيش، وهذه هي المزرعة التي نتحدث عنها”.

ويلفت كرم الى ان “وضع البلد الاقتصادي والاجتماعي سيء جداً، وموضوع اتّكالهم على المعونات التي تأتيهم من الخارج دائماً وتموّل فسادهم قد انتهى، لان لا أحد من الدول المانحة ومن الدول الصديقة مستعد ان يمول هذه المزرعة”، مشيراً الى ان “العالم يريدنا ان ننجح في ادارتنا، ولبنان ليس بحاجة لمواد اولية وليس بحاجة للتقشف، لبنان بحاجة لادارة جيدة ينجح بها”.

ويؤكد  كرم ان “التواصل مستمر مع رئيس الحكومة وهو لا ينقطع أبدأً، لان هناك أموراً كثيرة تجمعنا به والحريري يحاول ان “يقطّع” المرحلة بأقل الاضرار، لكننا نعتبر ان “تقطيع” المراحل يعمّق الازمة في لبنان”.

ويختم كرم قائلاً: “في النهاية “ستنفجر” بوجهنا جميعاً ان كنا في الحكومة او المعارضة، والمصيبة ستكون على الجميع، لذلك نحن قرعنا ناقوس الخطر، لعدة مرات وقلنا ان الطريقة القديمة لم تعد تصلح وانتهى زمنها ولم تعد فعالة، ولو أننا بدأنا الاصلاح منذ سنتين، لكان من الاسهل ان نخرج من الازمة، واليوم بتنا في وقت أصعب واذا أجّلنا الحلول الاصلاحية الحقيقية والقرارات الجريئة سيكون وضعنا أصعب أكثر، وربما لن نستطيع ان نخرج من ازمتنا”.

ستيفاني جعجع