IMLebanon

عين جعجع على قصرَين.. بعبدا والمختارة فمن يزور اولا؟

في اتجاه قصرين يصوّب رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع بوصلة زياراته الرسمية خارج معراب. قصر بعبدا وقصر المختارة. ولكل منهما خصوصيته. منذ ما قبل حادثة البساتين كان جعجع يتطلع الى زيارة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الذي ابرم معه تحالف معراب منذ ثلاثة اعوام، ويحرص على صونه وتثبيته على رغم السخونة التي تطبع علاقة حزب القوات اللبنانية برئيس التيار الوطني الحر وزير الخارجية جبران باسيل والتي تصر معراب على فصلها عن علاقتها برئيس الجمهورية وبالتيار نفسه.

غير ان الظروف وتراكم الحوادث والازمات والملفات الشائكة وموجة السجالات التي نشأت جراء مواقف الوزير  جبران باسيل في جولاته المناطقية التي اعتبرتها القوات قنصاً في اتجاهها ونبشاً لقبور الماضي البغيض، حالت حتى الساعة دون زيارة الرئيس “الحليف”، الا ان الزيارة مدرجة على اجندة “الحكيم” والارجح كما تفيد اوساط مطلّعة “المركزية” انها ستحصل بعد انتهاء البحث في مشروع الموازنة واقرارها وبلوغ جهود انهاء ذيول حادثة البساتين خواتيمها السعيدة المرجوة على قاعدة “لا يموت الديب ولا يفنى الغنم” ، بحيث يؤمن السيناريو الجاري نسجه المخرج المشرّف لكلا الطرفين فلا ينكسر هذا ولا يربح ذاك، والحل لم يعد بعيداً وفق الاوساط، اذ ان الجميع بات في مأزق فالرئيس سعد الحريري على موقفه الرافض لادراج بند احالة حادثة البساتين الى المجلس العدلي على جدول اعمال مجلس الوزراء تأكيدا على تحالفه مع الزعيم الاشتراكي وليد جنبلاط، والطرف الاخر الذي يمثله رئيس الحزب “الديموقراطي” النائب طلال ارسلان وحلفاؤه لا بد انه سيضع ماء في نبيذه، لان استمرار تعطيل الحكومة سينسحب سلبا على العهد بفعل تعطيل جلسات مجلس الوزراء، وتاليا نسف احد ابرز قيمه المرتكزة الى انتظام عمل المؤسسات، والارجح ان هذا الفريق يقترب من مربّع الاقتناع بأن ضرب جنبلاط بعصا المجلس العدلي لكسره وفرض ثنائية الزعامة الدرزية، هو “ضرب من الجنون”، والافضل للجميع بلوغ حل يحفظ ماء الوجه.

اما زيارة المختارة، فتلفت الاوساط الى انها مطروحة بقوة في معراب، خصوصا تزامنا مع ذكرى المصالحة في 7 آب لكنها “مجمدة” راهنا على الاقل، بفعل المستجد بعد حادثة البساتين. ذلك ان اي خطوة من قبل جعجع في اتجاه جنبلاط قد تزيد طين الانقسامات بلّة وتفسّر على غير مراميها الحقيقية الهادفة الى دعم مصالحة الجبل وتثبيت الشراكة المسيحية الدرزية على قاعدة العيش المشترك ودحض كل ما يشاع عن قلق وخوف مسيحي من الدروز.

وترى ان زيارة جعجع للجبل في هذه اللحظة بالذات، قد تُعطى ابعادا سياسية في غير محلها وقد يوظفها بعض المتضررين في غير سياقها لمحاولة تعكير صفو العلاقة مع الرئيس عون او نقل المعركة من درزية- درزية الى مسيحية- مسيحية بين “القوات” و”التيار”، وهي فرصة لن يقدمها رئيس “القوات” على طبق من فضة لمن يتطلع الى اقتناصها، بحسب الاوساط، غير ان ذلك لا يعني انه سيصرف النظر عنها، فالزيارة ستتم حينما تصبح الظروف مهيأة، خصوصا ان خطوط الاتصالات بين معراب والمختارة مفتوحة، والعلاقة الاستراتيجية الثلاثية بين القوات والمستقبل والاشتراكي اقوى من اي يوم مضى وتأجيلها لن يفسد في الودّ قضية، لا سيما اذا كان الارجاء لمصلحة هذه العلاقة التي تدرك مكوناتها ان اضعاف اي طرف فيها يضعف الاخرين.

وتختم بالاشارة الى ان الزعيم “الاشتراكي” بات بعد حادثة البساتين اكثر قوة وحصانة على الساحة الدرزية، والتريث في الزيارة تاليا قد يخدمه اكثر من اتمامها.