IMLebanon

مخططات روسيا سوريّاً تقرّب ترامب وإردوغان مجددا؟!

رغم تلبد الاجواء بين انقرة وواشنطن بفعل شراء الاولى منظومة صواريخ “أس 400” من روسيا، تجري تركيا محادثات مع الولايات المتحدة بشأن إقامة منطقة آمنة عبر الحدود في شمال شرق سوريا، حيث تدعم واشنطن وحدات حماية الشعب الكردية التي تعتبرها أنقرة منظمة إرهابية.

وفي السياق، أكد وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أن عملية عسكرية ستبدأ شرقي نهر الفرات إذا لم تتأسس منطقة آمنة مزمعة في شمال سوريا وإذا استمرت التهديدات التي تواجهها بلاده. ولفت في مقابلة مع قناة “تي.جي.آر.تي خبر” الى أنه يأمل في التوصل إلى اتفاق بعد محادثات مع المبعوث الأميركي الخاص الى سوريا جيمس جيفري الذي يزور أنقرة.

هذا التنسيق الثنائي اللافت شكلا ومضمونا، وفق ما تقول مصادر دبلوماسية لـ”المركزية”، يأتي غداة كشف صحيفة “الوول ستريت جورنال” الأميركية أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أبلغ مستشاريه سراً، أنه يود تجنب فرض عقوبات على أنقرة لشرائها نظام الدفاع الجوي الروسي “إس – 400”. ونسبت الى مصادر خاصة، أن ترامب يعتزم ان يناقش الأسبوع المقبل، مسألة فرض عقوبات من جانب واحد على تركيا، مع مجموعة من أعضاء مجلس الشيوخ. وقالت إن ترامب أبلغ مستشاريه سراً أنه يود تجنب فرض عقوبات على أنقرة، وهو ما أكده في وقت سابق للرئيس التركي رجب طيب أردوغان. وأوضحت أن البيت الأبيض تعهد لأعضاء في مجلس الشيوخ أن يقرر الرئيس ما إذا كان سيفرض عقوبات على تركيا، بعد التشاور مع وزير الخارجية مايك بومبيو ومستشار الأمن القومي جون بولتون، اللذين يوصيان بفرض قيود على مستوى معين على أنقرة.

فهل الود العائد بين الدولتين، فرضته سياسات روسيا في الشمال السوري، حيث تكثّف العمل العسكري، بالتنسيق مع دمشق وحلفائها، لاستعادة إدلب من المعارضة، الى حضن النظام؟

السؤال يبدو مشروعا اذا ما نظرنا الى تكثيف الآلة الروسية – السورية عملياتها في الميدان، كل ذلك في وقت ترفض أنقرة وواشنطن تمدد القوى النظامية السورية مع حلفائها الايرانيين، نحو الشمال.

واليوم، تحدث المرصد السوري عن مقتل 19 شخصا على الأقل بينهم 16 مدنيا وعن اصابة 45 آخرين بجروح في غارات نفذتها طائرات روسية صباحا، على سوق في شمال غرب سوريا، وقد سارعت روسيا الى نفي شنها اي غارات على سوق في سوريا.

كما ان قادة كباراً في المعارضة السورية قالوا إن موسكو أرسلت قوات خاصة خلال الأيام الماضية للقتال إلى جانب الجيش السوري الذي يسعى منذ أكثر من شهرين في شمال غربي البلاد، للسيطرة على آخر معقل للمعارضة في إدلب. وهو ايضا ما نفته وزارة الدفاع الروسية مؤكدة أن “لا قوات برية لها في سوريا”، وفق ما نقلت وكالة الإعلام الروسية.

على اي حال، تقول المصادر ان هذه المستجدات كلّها ستكون مدار بحث بين أنقرة وروسيا، من خلال القنوات الدبلوماسية والعسكرية والسياسية المفتوحة بينهما، وفي اجتماعات أستانة أيضا التي تعقد جولة جديدة لها، تحمل الرقم 13، في العاصمة الكازاخية نور سلطان في 1 و2 آب المقبل.

فهل يتوصل الروس والاتراك والاميركيون، الى اتفاق في شأن واقع الشمال السوري، والطرف الذي سيسيطر عليه في الفترة المقبلة، بعد إخراج “هيئة تحرير الشام” منه، فتتوقف سيناريوهات التصعيد فيه، من قبل النظام وتركيا في آن؟ أم ان خيار الحرب لا بد منه؟