IMLebanon

مشروع أوتوستراد جونية يبصر النور… استعدّوا للزحمة

كتبت نهلا ناصر الدين في صحيفة “الجمهورية”:

وبعد 13 سنة من صدور مرسوم توسعة أوتوستراد جونيه، أصبحت مباشرة الأعمال قاب قوسين أو أدنى. إذ فُضّت العروض الماليّة للشركات المساهمة في المناقصة لترسو أمس على الشركتين اللّبنانيتين «حوريّة» و «CET» التي تُنفّذ مشروع الأوتوستراد العربي.

إحتار اللبناني أيضحك أم يبكي حيال هذا الخبر، خصوصاً المواطن الذي يمضي جزءاً من وقته في زحمة السير يومياً على اوتوستراد جونيه، فراح يضرب أخماس الزحمة بأسداسها ويضاعف سنوات التنفيذ، إذا ما كانت شبيهة بحال الاوتوستراد العربي الذي يتربّع على عرش المماطلة منذ أكثر من عشر سنين.

«العرض الأنسب»

«16 شركة لبنانيّة وأجنبيّة، طبّقت 9 منها الشروط المطلوبة»، بحسب مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الهندسية أنطون سعيد، فيما وقع الإختيار على هاتين الشركتين لأنّهما قدّمتا العرض الأدنى بقيمة 47 مليون يورو من أصل 75 مليون يورو من قيمة القرض الذي خصّصه البنك الأوروبي لتمويل المشروع. وهو الوِفر الذي تحقّق «بسبب المنافسة الحقيقية». على أن تنطلق الأعمال التي ستستغرق سنتين ونصف بإزالة التعدّيات والمخالفات، ثم يتمّ الإنتقال إلى الأوتوستراد، للوصول إلى توسعة بطول 10,2 كلم، من محوّل عجلتون وصولًا إلى كازينو لبنان في الإتجاهين بعرض يصل إلى 35 متراً يؤمّن 3 مسارب، بالإضافة إلى مخرج خدمة لكل اتجاه يفصل المحلات التجارية عن الاوتوستراد، كما يتضمن إنارة وأرصفة وممرات للمشاة.

طرقات بديلة

وعن الطرقات البديلة أثناء تنفيذ الأعمال يوضح سعيد في حديثه لـ«الجمهورية»، انّ مجلس الانماء والاعمار والاستشاري الذي يُشرف على الأعمال يدرسان كيفية ايجاد طرقات بديلة بطريقة لا تؤثر قدر الإمكان على السير. ومن المسارب البديلة التي ستصدر فيها لائحة في وقت لاحق من مجلس الانماء والاعمار، يذكر سعيد، على سبيل المثال لا الحصر، الطريق البحرية – سكة الحديد، مع ضرورة تنبيه المواطنين بشكل مستمر إلى تحويل الطرقات وأوقات الاشغال تفادياً لزحمة السير.

ويطمئن سعيد اللبنانيين الى أنّ مشكلة الاوتوستراد العربي مختلفة، وهي في التمويل الذي فاقت كلفته 120 مليون دولار بسبب انهيار التربة. ويردّ على من يسأل عن مشاريع الحلول الجذرية بدلاً من توسعة اوتوستراد جونيه فيقول: «إزالة المخالفات والتعدّيات وحدها لها أن تحلّ من 10 الـى 15% من زحمة السير، بصرف النظر عن التوسعة وفصل المحلات التجارية»، ويكشف عن مشروع بديل لحلّ جذري لأزمة السير في كسروان، هو اليوم في إدارة الخصخصة، على أن يُعرض على مجلس الوزراء وصولاً للمناقصات ضمن مشروع «سيدر».

«حلّ جذري»

يبدأ المشروع من ضبية ويصل إلى العقيبة، وهو عبارة عن أنفاق وجسور بطول أكثر من 18 كلم، وهو مغلق يقطع تحت حريصا وتمرّ جسور في الوديان، و«أصبح في مرحلة متقدّمة من الدراسة» باعتراف نائب كسروان روجيه عازار.

ويطمئن عازار سكان كسروان عبر «الجمهورية»، الى أنّ فضّ العروض استغرق 6 أشهر بعد سلسلة تحقيقات من البنك الأوروبي للتأكّد من كل الملفات. أما التسليم، فالشركات مضطرة الى ذلك في مهلة سنتين ونصف السنة كأقصى حد، لأنّ العقد واضح، وهناك بند جزائي في حال عدم الالتزام.

وقلّل عازار من القلق من زحمة السير كون العمل «سيتجزّأ 400 متر بـ400 متر، يتمّ الانتهاء من الأمتار الأولى ليبدأ العمل بالثانية، ما يقينا الوقوع في شرّ ازمة السير الخانقة، وصولاً لاوتوستراد يُنقذ أهالي كسروان من زحمة السير لعشر سنين لاحقة». وعن الأموال المتبقية من القرض يقول عازار: «الأموال المتبقية سنردّها لأصحابها أو يتم العمل على مناقصة جديدة بالتوافق مع الجهة المانحة».

حلّ قصير العمُر

أما للخبير في السلامة المرورية كامل ابراهيم رأيٌ آخر في عمر الحل المتوقع من توسعة اوتوستراد جونيه، ويرى أنّ الحد الأقصى الذي سيخدمه هذا المشروع لا يتجاوز السنتين، كون 100 ألف سيارة تدخل السوق اللبنانية كل سنة. «فأزمة السير غير مرتبطة بتوسعة اوتوستراد من هنا وآخر من هناك، فهذه طريقة غير علمية لحل مشكلة السير في لبنان، بل يجب البحث عن بدائل منظمة كالنقل العام المشترك أو الترامواي، وفق رؤية واستراتيجية مستدامة قوامها دراسات اختصاصية مكثفة لمعرفة الحاجة، وجذور المشكلة».

ويلفت في حديثه لـ«الجمهورية»، إلى أهمية مشروع الـ«BRT» أو الباص السريع، الذي يُعمل عليه بإشراف البنك الدولي، باعتماد خطوط خاصة لهذا الباص في وسط الاوتوستراد، وهو المشروع الذي «يبدو فعّالاً، لاسيما مع فصل المحلات التجارية عن اوتوستراد جونيه عبر خط الخدمة أو الـ«service road».

فهل يطول عمر الحلّ المرحلي لحين استقبال الحلول الجذرية… أم أننا سنطيل الندب قريباً في زحمة السير، ونقول «يا حلّاً ما كان أقصر عمره ؟!!».