IMLebanon

“الحزب” يصرّ على “العدلي” والتصويت داخل الحكومة

لم تنجح المبادرات السياسية حتى الآن في فتح طريق مجلس الوزراء للانعقاد بعدما أُقفلت بسواتر حادثة البساتين وتدحرج المواقف مستعيدةً الانقسام السياسي التقليدي بين “8 و14 آذار” من خلال طلب إحالة الحادثة على المجلس العدلي.

وعلى رغم الحركة المكوكية الناشطة منذ مطلع الاسبوع على خط بعبدا-عين التينة-السراي الحكومي لمعالجة الازمة السياسية القائمة، وأبرزها اللقاء في قصر بعبدا برئاسة رئيس الجمهورية ميشال عون في حضور رئيس الحزب “الديمقراطي اللبناني” النائب طلال ارسلان والوزراء صالح الغريب والياس بو صعب وسليم جريصاتي والمدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم، بقيت الحكومة اسيرةً لتصلّب المواقف من خلال الاصرار، لاسيما من جانب ارسلان، على إحالة حادثة الجبل على المجلس العدلي والتصويت عليه في مجلس الوزراء، ما طرح علامات استفهام حول الابعاد السياسية للحادثة التي يبدو ان ظاهرها قضائي-امني وباطنها مخطط محلي وعابر للحدود لكسر رئيس الحزب “التقدمي الاشتراكي” وليد جنبلاط وإضعافه وخلق قوى درزية وازنة في الجبل، بسبب مواقفه من النظام السوري و”حزب الله”، وهو ما عبّر عنه في سلسلة تغريدات وتصاريح منذ وقوع الحادثة.

ومع ان رجل المهمات الصعبة اللواء ابراهيم المُكلّف رئاسيا بمهمة الوساطة بين اطراف الازمة أعلن أن “مبادرة واحدة لحادثة البساتين جوهرها التحقيق في القضاء العسكري، وسيطلب هذا القضاء المطلوبين من الطرفين للاستماع الى افاداتهم”، لا يزال “حزب الله” يصرّ على خيار المجلس العدلي مساندا حليفه ارسلان.

وعلى ذمّة مصادر مقرّبة من الحزب، فإن اجواء الضاحية الجنوبية لا تزال تُبقي على خيار المجلس العدلي وضرورة اعتماد التصويت داخل مجلس الوزراء، “ومهما تكن النتيجة سنسير بها”.

ونقلت المصادر، عبر “المركزية”، إلى أن “حزب الله” “لم يُسقط من اجندته السياسية في التعامل مع حادثة البساتين خيار المجلس العدلي، مع العلم ان حليفه الاساسي الرئيس نبيه بري ومعه الرئيس الحريري وجنبلاط يرفضون ذلك ولا يوافقون على مبدأ التصويت داخل مجلس الوزراء تجنّباً للانقسام السياسي بين مكوّناته”.

وإذ لفتت في المقابل إلى أن “الحزب يدعم ويُبارك كل مسعى يقوم به الرئيس بري واللواء ابراهيم من دون التدخّل في تفاصيله”، كشفت المصادر المقرّبة من الضاحية عن طرح يُطبخ في الكواليس على نار هادئة يقوم على عقد لقاء بين جنبلاط والمعاون السياسي للامين العام لـ”حزب الله” الحاج حسين الخليل في عين التينة، وـجواء المختارة ليست بعيدة منه، وذلك من اجل معالجة الازمة من اساسها وهي ازمة اللاثقة بين الحزب وجنبلاط الناتجة عن سلسلة مواقف سياسية للاخير، وهو ما قاله صراحةً في معرض ردّه على تسويق فكرة اجراء مصالحة بينه وبين ارسلان في بعبدا برعاية رئيس الجمهورية، من انه “لا يلتقي الا ممثلا خاصا لأمين عام حزب الله”.