IMLebanon

هذا همّ الحريري الاول في واشنطن!

عاد رئيس الحكومة سعد الحريري الى بيروت مساء الاربعاء. لكن إقامته هنا لن تطول، اذ يحزم حقائبه ويتوجّه في الساعات المقبلة الى الولايات المتحدة الاميركية. هذه الزيارة تبدو لافتة شكلا ومضمونا وتوقيتا. فهي لم تكن محددة سلفا ولا كانت متوقّعة أو مدرجة على أجندة الرئيس الحريري، الى ان تم الاعلان عنها أمس.

بحسب ما تقول مصادر سياسية سيادية مراقبة لـ”المركزية”، لا بد ان تكون التعقيدات السياسية والتطورات “السلبية” التي طرأت على الوضع المحلي “الحكومي” والاقتصادي والامني، فرضت حصولها. ويبدو، تضيف المصادر، ان الحريري استفاد من وجوده في أوروبا في الايام الماضية، لإجراء سلسلة اتصالات مع مسؤولين كبار على الساحة الدولية، عارضا الملف اللبناني، أنتجت، من ضمن ما أنتجته، موعدا لزيارة له الى واشنطن حيث يفترض ان يلتقي وزير الخارجية مايك بومبيو.

“سيّد السراي”- وبعد ان اصطدمت مساعي تطويق ذيول حادثة قبرشمون بحائط مسدود، مبقية عجلات العمل الحكومي في حال من الشلل التام- يبدو بات على قناعة بأن ثمة مخططات كبرى يُراد تطبيقها في بيروت، تختبئ خلف “البساتين”، لعلّ أخطرها جرّ البلاد الى محور من المحاور المتصارعة في المنطقة، هو الايراني – السوري، في حين يفترض ببيروت ان تكافح للحفاظ على حيادها سيما وان حكومتها ترفع لواء “النأي بالنفس”.

وليس استهداف الحزب التقدمي الاشتراكي عبر “القضاء”، ورئيس الحكومة عبر محاولات مستمرة لـ”مزاحمته” في صلاحياته، والقوات اللبنانية عبر محاولة اقصائها وتحجيمها، الا جزءا من هذا المشهد الجديد الذي يحاول فريق محلي، تثبيته في لبنان.

وسط هذا الواقع المشدود والمشحون، تقول المصادر ان الرئيس الحريري سينقل الصورة المستجدة هذه الى الادارة الاميركية، علما ان الاخيرة على بيّنة منها وقد صوّبت ضدها بقوة أمس في بيان مثقل بالرسائل أصدرته السفارة الاميركية في بيروت دعت فيه الى تحقيق عادل في حادثة قبرشمون بعيدا من التدخلات السياسية وحذرت فيه من استغلال ما جرى في 30 حزيران، لأغراض سياسية.

لكن الرئيس الحريري سيستمع ايضا الى موقف أكبر عواصم العالم من هذه التطورات، وسيكون همّه وهدفه الاول، إقناع الولايات المتحدة بإعطاء بيروت فترة سماح اضافية وبتفهّم الوضع الحساس والدقيق التي تمر بها، مع وعد بأن الحكومة وفور استعادة نشاطها، ستعيد التأكيد على تمسكها بالحياد من جهة وستعمل على اطلاق قطار الاصلاحات الاقتصادية والمالية وورشة موازنة 2020، ووضعه على السكة بسرعة قياسية، من جهة ثانية.

وبالتالي، تضيف المصادر، سيحاول الرئيس الحريري، ثني واشنطن عن اي اجراءات قاسية عقابية تجاه لبنان، أكانت على شكل إدراج شخصيات سياسية اضافية على لوائحها “السوداء”، أو عبر اعادة النظر في مساعداتها المخصصة للبنان في مؤتمر “سيدر”، أو تلك التي ترسلها الولايات المتحدة في شكل دوري الى الاجهزة العسكرية والامنية اللبنانية والى بعض الوزارات والمؤسسات الرسمية.

فهل ينجح في مهمّته الصعبة؟ يد واحدة لا تصفّق، تجيب المصادر. المطلوب التزام لبناني “رسمي” فعلي وحقيقي كامل، بالحياد وبسياسة خارجية غير “منحازة” من جهة، وبالاصلاح ليس المالي فقط بل “القضائي” و”الاداري” ايضا، من جهة ثانية. اما استمرار بعض أهل الحكم في مساندة خط سياسي محلي-اقليمي، على حساب آخر، فسيعقّد حتما، مهمّة الحريري الذي يزور رئيس الجمهورية قبل انتقاله الى واشنطن، تختم المصادر