IMLebanon

إسرائيل تريد بـ”الترسيم” جرّ لبنان إلى مفاوضات مباشرة!

يستأنف مساعد وزير الخارجية الاميركي لشؤون الشرق الادنى الجديد ديفيد شينكر مهمة فضّ النزاع البحري والبري بين لبنان واسرائيل التي كان يتولاها السفير ديفيد ساترفيلد قبل ان يلتحق ببعثة بلاده الدبلوماسية في تركيا كسفير جديد، بالانطلاق من نقطة “اقناع” الجانب الاسرائيلي بالورقة التي وضعها لبنان لحسم الخلاف الحدودي واساسها رعاية الامم المتحدة للمفاوضات غير المباشرة مع تلازم الترسيم البري والبحري، وهو ما كرره رئيس مجلس النواب نبيه بري مرارا على مسامع ساترفيلد طيلة جولاته الى لبنان.

ويتوقّع ان يزور شينكر بيروت في النصف الاول من شهر ايلول المقبل للقاء المسؤولين اللبنانيين، على رأسهم بري الذي يتولى ملف النزاع الحدودي مع اسرائيل، في مهمة لن تكون سهلة بعد “تراجع” تل ابيب عن موافقتها على الورقة اللبنانية في جعل الأمم المتحدة شريكا في المفاوضات المرتقبة، لا حاضنة جغرافيّة فحسب (استضافة المفاوضات في مقر قوات اليونيفيل في الناقورة) ومبدأ تلازم الترسيم.

ومع ان ملف الترسيم كان توقف عند النتائج السلبية للزيارة الخامسة لساترفيلد التي اظهر فيها تراجعا عن طرح رئاسة الأمم المتحدة للمفاوضات كما كان مقرّرا عند انطلاق مهمته، إلا ان اهتمام واشنطن بمعالجة النزاع القائم لا يزال على الوتيرة نفسها من الحماسة مع انتقال المهمة إلى الخلف شينكر العازم على إكمال ما بدأه السلف بالزخم نفسه، لإيجاد مخرج يناسب الطرفين الاسرائيلي واللبناني.

ويتعامل لبنان مع هذا الملف بحذر شديد خشية جرّه الى مكان لا يرغب به، لذلك وضع منذ اليوم لبداية مهمة الوسيط الاميركي رعاية الامم المتحدة نقطة الانطلاق للمفاوضات كي لا توضع لاحقا موافقته على فضّ النزاع الحدودي في خانة التمهيد لمفاوضات مباشرة مع اسرائيل.

وأشارت اوساط دبلوماسية متابعة، لـ”المركزية”، الى ان “الاجماع اللبناني في ملف الترسيم المُترجم بالورقة الرسمية التي سلّمها رئيس الجمهورية ميشال عون الى السفيرة الاميركية اليزابيت ريتشارد منذ انطلاق مهمة الوسيط الاميركي، حرص على إظهار الموقف تجاه رعاية الامم المتحدة للمفاوضات من خلال استضافتها للاجتماعات الخاصة بالترسيم في مقرّها الرسمي في الناقورة من ضمن الاجتماعات الدورية التي تُعقد بين ضبّاط لبنانيين واسرائيليين بحضور ضباط من “اليونيفيل” لمناقشة الوضع في منطقة الجنوب”.

واوضحت ان “تمسّك لبنان باجتماعات الناقورة ورعاية الامم المتحدة لأي مباحثات مرتقبة يُسقط صفة “المفاوضات المباشرة” بين بيروت وتل ابيب التي تسعى اليها الاخيرة في محاولة لاستغلال ملف ترسيم الحدود البرية والبحرية لفتح باب المفاوضات على مصراعيه لتحقيق السلام في المنطقة، ظنا منها ان ترسيم الحدود مع لبنان لاهداف مرتبطة ببدء ورشة التنقيب عن النفط والغاز سيكون بمثابة مقدّمة لانهاء النزاع الحدودي نهائيا مع لبنان، وبالتالي سحب الفتائل لإشعال حرب لاسباب نفطية كما اعلن امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله في اطلالات سابقة مهددا باستخدام ترسانة صواريخه لحماية الثروة النفطية”.

ولا تُسقط الاوساط الدبلوماسية، في قراءتها للاهداف الاسرائيلية وراء حسم ملف الترسيم مع لبنان، مشروع السلام او ما يُعرف بـ”صفقة القرن” الذي وضعه الرئيس الاميركي دونالد ترامب ويسعى مستشاره جاريد كوشنر(صهره) لتسويقه في المنطقة، اذ تسعى تل ابيب من ضمن هذه الصفقة لتعزيز وضعها وتثبيت امنها بعقد اتفاقيات سلام مع دول مجاورة تُشكّل تهديدا لاستقرارها من بينها لبنان ووضعية حزب الله فيه.