IMLebanon

يمنيو الشمال والجنوب منقسمون منذ عشر سنوات!

شهدت مدينة عدن اليمنية تطورات عسكرية لافتة، اذ سيطرت القوات التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي، المدعوم من الإمارات، على المدينة، وردّ التحالف الذي تقوده السعودية بقصف أحد مواقع هذه القوات. على الاثر زار ولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد السعودية على رأس وفد كبير وحصل اجتماع انتهى بحسب معلومات لـ “المركزية”، الى تفويض السعودية معالجة الخلاف القائم في اليمن، عبر اجتماع يجمع مسؤولي جنوب وشمال اليمن تشارك فيه الامارات، في سبيل وضع صيغة اتفاق وتفاهم قد يشكل انطلاقة لمعالجة ازمة اليمن التي باتت وفق معلومات دبلوماسية على نار حامية بموازاة سعي دولي اقليمي لمعالجة الخلاف السعودي-الايراني، اذ كشفت التطورات الاخيرة عن وجود توجه لطي ملف الازمة اليمنية، خصوصا بعد التصريحات الايرانية الاخيرة عن الاستعداد لاقامة افضل العلاقات مع جيرانها وترطيب الاجواء تمهيدا  لقبول السعوديين الاجتماع بهم.

على ضوء هذه التطورات  كيف يفسّر الخبير العسكري خليل الحلو اصطدام الإمارات والسعودية في عدن؟

الحلو أكد لـ المركزية أن “يمنيي الشمال والجنوب منقسمون ولا يحتاجون الى من يدفعهم للمواجهة”، مذكرا بـ “الحرب التي اندلعت بينهما ودامت عشر سنوات وانتهت بسيطرة الشماليين على الجنوب”، لافتا الى أن “انقسامهم سبق تدخل الامارات او السعودية”.

واوضح أن “جنوب اليمن الذي سميّ جمهورية اليمن الديموقراطية الشعبية سابقا لم يعتبر يوما جزءا من اليمن، ولاحقا تم ضمه الى جمهورية الشمال”، مشيرا الى أن هذا الواقع قائم قبل اندلاع الحرب القائمة في اليمن.

وقال: “الجنوبيون يرفضون أخذهم بالقوة الى وحدة مع الشماليين”، مفسرا أن “صنعاء واليمن لا تملكان هوية او انتماء قوميا موحدا”. أضاف: “هناك تحالف بين الحراك الجنوبي والامارات قائم على استهداف تنظيم القاعدة، أما الشماليون فيتحالفون مع السعودية نظرا الى احتواء ايران للحوثيين أي الشيعة الزيديين الموجودين في اليمن”.

وتابع: “في مرحلة سابقة، تفاهم الاماراتيون والسعوديون واتفقوا على محاربة ايران وتنظيم القاعدة هناك، لكن نظرا لواقع السلاح المتفلت والانقسام في اليمن، حصل الاشتباك بينهما”، موضحا “أن ما حصل لا يعني رضا الدولتين عليه، فالحرب في اليمن تشكل عبئا كبيرا على كليهما”، مذكرا بالتحالف المقدس الذي يجمعهما في شبه الجزيرة العربية”، معتبرا أن “الخلاف القائم في اليمن محلي ويحاول كل طرف حماية حلفائه هناك، والدليل أن الاتصالات التي اجرتها السعودية، لاقت تجاوبا من الامارات وتوقفت الاشتباكات”.

وأشار الى أن الاشتباك الذي حصل لم يتم حلّه كليا، قائلا: “سيلهيهم عن المشكلة الاساسية وهي نفوذ ايران في المنطقة والتطرف”، مشددا على أن ما يحصل ليس خلافا سعوديا-اماراتيا، فاستراتيجية الدولتين متقاربة جدا”.

وختم: “السعودية والامارات ستضغطان لوقف الاشتباك في اليمن، لانه مكلف للطرفين والوضع متشنج في عدن”.