IMLebanon

أرسلان ووهاب يطلقان معركة جديدة!

صحيح أن المصالحة الدرزية – الدرزية التي شهدها قصر بعبدا يوم الجمعة الفائت طوت صفحة حادثة قبرشمون، على الأقل في جانبها الأمني، غير أن الأهم يكمن، وفق مقرّبين من المختارة، بالتأكيد في أنها كرست زعامة رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط في الشوف خطا أحمر لا يكسره سجال سياسي عابر، وهو ما عبّر عنه بوضوح البيان “الفريد من نوعه” الذي صدر عن السفارة الأميركية في بيروت، من باب التحذير من مغبة الاستغلال السياسي لحوادث الجبل.

من هذا المنطلق، معطوفا على نجاح المختارة في تأمين التفاف القوى المصنفة في الخانة السيادية حول جنبلاط، دفع بعض المراقبين إلى القول إن الأخير خرج منتصرا من حلبة المواجهة مع خصمه الأول على الساحة الدرزية، في ختام معركة دفعه إليها محور إقليمي معين، ما انفك الاشتراكيون يتهمونه بـ”السعي إلى تطويق جنبلاط سياسيا”.

أمام هذه الصورة، قد يقول قائل إن أحدا من خصوم المختارة قد لا يقدم على خوض مواجهة مقبلة معه، في المرحلة الراهنة، على الأقل.

غير أن مصادر سياسية مراقبة تنبه، عبر “المركزية”، إلى أن “رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني طلال أرسلان لا يقارب الأمور من هذه الزاوية”، مشيرة إلى أنه “لا يمكن أن يفسر إلا على أنه محاولة لاستثمار المكاسب السياسية الآنية (على الأقل) لمصالحة بعبدا، أطلق زعيم خلدة معركة التعيينات الادارية في المراكز المخصصة للدروز في الادارات الرسمية، مصوبا في اتجاه “التمثيل السياسي المنقوص للطائفة الدرزية”، ومطالبا بمشاركة فاعلة في عملية اتخاذ القرار السياسي”.

وتذكّر المصادر، في السياق نفسه، بأن “هذا الموقف العالي السقف من جانب أرسلان لم يتأخر رئيس حزب التوحيد العربي وئام وهاب في ملاقاته بهجوم مماثل في اتجاه المختارة، وإن من دون تسميتها، لعدم إطاحة المناخات الايجابية التي ضخها اجتماع بعبدا، ذاهبا إلى حد القول صراحة إن “حادثة قبرشمون لن تؤثر على مسار التعيينات الادارية، ذلك أن التمثيل الحكومي يجب أن ينعكس عليها، وقد اتفقنا على ذلك مع حلفائنا””.

غير أن المصادر تعتبر أن “في وقت ليس في الأفق ما يشير إلى أن هذه المواقف تؤسس لكباش سياسي سيضع جنبلاط في مواجهة جديدة مع خصومه، فإن من غير المتوقع أن يبادر إلى مزيد من التنازلات، خصوصا بعد الذي قدمه من خلال الحضور إلى بعبدا (بعدما رفض ذلك مرارا في مراحل سابقة) لختم جرح حادثة البساتين، علما أن بيان السفارة الأميركية مده بجرعة أوكسيجين مهمة لن يفرط بها”. لكن هذا لا يمنع، بحسب المصادر، حزب الله وحلفاءه من ممارسة ضغط في اتجاه تلبية طلبات أرسلان في التعيينات.

وتشير المصادر إلى أن “التيار الوطني الحر قد يساهم هو الآخر في هذه الجولة الجديدة من الكباش مع جنبلاط، من باب استكمال تثبيت الوجود في الجبل، بعد الفوز الرباعي الذي حققه تحالف ميرنا الشالوحي- خلدة في الانتخابات النيابية الأخيرة، والذي يعتبر طرفاه أنهما نجحا من خلاله في كسر ما يسميانه “الأحادية” على الساحة الدرزية، في سهم مباشر في اتجاه المختارة”، لافتة إلى أن “طلائع معركة سياسية تصب في هذا الاتجاه، خصوصا في ما يتعلق بنائب حاكم مصرف لبنان الدرزي، الذي تحفل الكواليس السياسية بكلام عن أن إرسلان بدأ يعد العدة لخوض المعركة في سبيله”.

وفي انتظار انطلاق المواجهة، تختم المصادر منبّهةً إلى أن “أي معركة من هذا النوع وفي هذا التوقيت قد لا تصب في مصلحة التيار العوني، في وقت يستعد الاشتراكي لإقامة استقبال لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون في بيت الدين”.