IMLebanon

بعيدا من العقوبات ورفع السقوف..”الحدود” أولوية واشنطن لبنانياً!

من خلال الكلمتين المقتضبتين اللتين القاهما كل من رئيس الحكومة سعد الحريري ووزير الخارجية الاميركية مايك بومبيو عقب اجتماعهما امس في واشنطن، تمكن المراقبون من تلمّس أولويات الولايات المتحدة لبنانيا في المرحلة المقبلة:

هي صحيح جددت التأكيد ان لبنان مهدد من قبل ايران عبر حزب الله، الا ان رأس دبلوماسيتها مرّ عرضا على هذه المسألة- من دون تهديده او حلفائه بالويل والثبور والعقوبات-  مشددا في المقابل على استمرار دولته في مسعاها لفض الاشكال الحدودي الجنوبي بين بيروت وتل ابيب. وهذه القضية حضرت ايضا في موقف الحريري الذي أكد “التزامنا بمتابعة مسار المفاوضات” التي أطلقتها حكومة الولايات المتحدة “في ما يتعلق بحدودنا البرية والبحرية”، وأضاف للصحافيين “نعتبر أن هذه العملية قابلة للحياة”، مشيرا إلى إمكان “التوصل إلى قرار نهائي في الأشهر المقبلة، نأمل أن يكون في شهر أيلول المقبل”.

بحسب ما تقول مصادر سياسية مراقبة لـ”المركزية”، ستذهب الادارة الاميركية قدما في وساطتها في الايام والاسابيع المقبلة، وسيعود مندوبها ديفيد ساترفيلد او ديفيد شينكر الى المنطقة قريبا مطلقا جولة اتصالات جديدة بين لبنان وتل ابيب، لتزخيم مسار فض الاشكال الحدودي، علّه يفلح في المهمة ليسلك الاتفاق طريقه في اعقاب انتهاء اسرائيل من انتخاباتها المقررة في 17 ايلول المقبل.

هذا الاصرار على ابرام “تسوية” لا يأتي بطبيعة الحال من “حبّ” أميركي  “مجاني” للطرفين، بل هو نابع من ادراك البيت الابيض بأن اطلاق عملية التنقيب عن النفط في هذه البقعة له منافع اقتصادية لاميركا، كما أنه نتيجة قناعه لديه بان التوصل الى اتفاق سيثبت الهدوء على الحدود اللبنانية مع الاراضي المحتلة، بما يساعد في “صفقة القرن” من جهة، وفي نزع ورقة قوية يمسك بها حزب الله اليوم للإبقاء على سلاحه الا وهي تحرير الاراضي اللبنانية المحتلة وحماية الثروة النفطية، من جهة ثانية.

فالى العقوبات التي ستستمر في فرضها عليه (وقد اعلن الرئيس الحريري امس ان لا قدرة لتغيير موقف الادارة الاميركية منها)، ترى الاخيرة ان تفاهما حدوديا سيشكّل ضربة قوية للحزب وللمنطق الذي يستخدم لتبرير حمله السلاح.

وفي دليل اضافي الى ان الواقع الجنوبي بات اولوية الاميركيين، أفيد في الساعات الماضية أن الولايات المتحدة طالبت بخفض سقف عدد الجنود والعاملين في القوة المؤقتة للأمم المتحدة في لبنان “اليونيفيل”، في اقتراح أثار تحفظ عدد من الدول في مجلس الأمن. ليست المرة الاولى التي ترفع فيها واشنطن هذا اللواء، ومن المتوقّع ان يسقط مجددا، الا ان مساعيها هذه تهدف، دائما بحسب المصادر، الى الضغط على المسؤولين اللبنانيين، لحثّهم على التجاوب أكثر مع جهود الوساطة الاميركية الحدودية.

فهل تؤتي هذه المعطيات كلّها ثمارها قريبا، فتولد تسوية تضع حدا لاشكال حدودي عمره عقود بين لبنان والكيان العبري؟