IMLebanon

الحريري التقى بومبيو… وإيران والحزب أرادا جعْله فاقِد «التحكُّم والسيطرة»

بدتْ بيروت ألخميس، مشدودةً إلى 3 محطاتٍ ستشكّل مؤشراً إلى المسار الذي ستسلكه البلاد ابتداءً من الأسبوع المقبل مع استئناف النشاط السياسي وجلسات الحكومة التي أُفرج عنها في كنف «تسوية البساتين» وملْحقاتها.
وتُعتبر زيارة رئيس الحكومة سعد الحريري لواشنطن التي توّجها أمس بلقاء وزير الخارجية مايك بومبيو بحضور مساعد الوزير لشؤون الشرق الأدنى ديفيد شينكر ووكيل الوزارة للشؤون السياسية ديفيد هيل (كان الحريري التقاهما على انفراد أول من أمس) محطةً بالغة الأهمية على صعيد تحديد «قواعد الاشتباك» الأميركية مع «حزب الله» وإذا كانت هذه القواعد تبدّلتْ لناحية منْح «الدولة» اللبنانية «أسباباً تخفيفية» في تعاطيها مع ملف الحزب وسلاحه غير الشرعي وأدواره العابرة للحدود على طريقة «لا حوْل».
وفيما كانت الأنظار شاخِصةً على ما ستخلص إليه محادثات بومبيو والحريري، الذي يفترض أن يكون التقى أيضاً رئيس البنك الدولي ديفيد مالباس بعدما كان استقبل (الأربعاء) السناتور السابق جو ليبرمان، ساد بيروت انطباعٌ عام بأن «حصان» العقوبات على حلفاء لـ«حزب الله» من سياسيين ورجال أعمال (من خارج الطائفة الشيعية) قد خَرَج «من الحظيرة»، وسط رصْدٍ لكيفية إصابة «الأهداف المُنْتَقاة» أميركياً من ضمن استراتيجية «المعركة حتى النهاية» مع «حزب الله» وقطْع مصادر تمويله مع زيادة الضغط على لبنان الرسمي حيال الأكلاف التي تترتّب على استمرار الحزب بـ «قيادة» اللعبة في البلاد وترْكها للتأثيرات الإيرانية الكبيرة والمباشرة، ولكن من دون أن يؤدي ذلك إلى تعريض الاستقرار في «بلاد الأرز» لضربات قاصمة.
ولم يكن ممكناً قبيل لقاء الحريري – بومبيو عدم التوقف عند الدلالات البارزة لما اعتبرتْه مصادر مطلعة عبر «الراي» محاولة من طهران و«حزب الله» لمحاصرة محادثات رئيس الحكومة بـ«رسائل» بدت في سياق السعي لتصويره، ومعه المؤسسات اللبنانية، «فاقدةً لزمام السيطرة» أمام التمدُّد الإيراني في لبنان، وهو ما عبّر عنه شبه «التزامُن» وبفارق ساعات، بين مجاهرة القائد العام للحرس الثوري الإيراني اللواء حسين سلامي بـ«أن» حزب الله «اكتسب قدرات في سورية تمكّنه من القضاء على اسرائيل وحده في أي حربٍ محتملة»، قبل أن يوزّع «حزب الله» نصّ برقية وجّهها أمينه العام السيد حسن نصرالله إلى وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف على خلفية العقوبات التي فرضتْها واشنطن عليه أخيراً وتعمّد أن يكون توقيتها في ذكرى «هزيمة المقاومة في لبنان لأميركا وإسرائيل في حرب الـ33 يوماً (2006)».
وقال نصرالله متوجهاً الى ظريف «إن جون بولتون، الذي يهدد بإسقاط نظام الجمهورية الإسلامية، لم يستطع أن يحقق أي انجاز ونصر في حياته، وفي مثل هذه الأيام من 2006 كانت أميركا تتراجع وتنكسر أمام مقاومة شعبية، في بلد صغير المساحة ومنقسم على نفسه، فكيف سيكون حالها أمام دولة إقليمية كبرى، وشعب موحد، ونظام متماسك، وقائد عظيم».
ويسود ترقُّب لما سيعلنه نصرالله اليوم في ذكرى انتهاء حرب يوليو من مواقف تتناول ملفات المنطقة والداخل (وإعلان ترشيح حسن عزّالدين للانتخابات الفرعية في صور الشهر المقبل لملء المقعد الذي شغر باستقالة النائب نواف الموسوي) باعتبار أنها ستعكس المنحى الذي سيسلكه «حزب الله» في مرحلة ما بعد طي صفحة «حادثة البساتين» (30 يونيو).
والمحطة التي لا تقلّ أهمية تتمثّل في انتقال الرئيس ميشال عون اليوم إلى قصر بيت الدين (المقرّ الرئاسي الصيفي في الشوف)، وهي المحطة التي تكتسب أهمية خاصة باعتبار أنها تأتي بعد «حادثة البساتين» التي كان «التيار الوطني الحر» ورئيسه جبران باسيل «الطرف السياسي» فيها والتي كادت الأزمة التي استجرّتْها أن تنزلق إلى مشكلة درزية – مسيحية.
وبدا واضحاً عشية «النقْلة»، أن ثمة قراراً من «الحزب التقدمي الاشتراكي» بمواكبتها بمظاهر حفاوة في الاستقبال، بما يعكس رغبة في شكْر عون على الدور الذي لعبه في رعاية «تسوية البساتين» وتظهيراً لمتانة العيش المشترك في الجبل، إضافة إلى توجيه رسالة حول فصْل العلاقة مع رئيس الجمهورية وموقعه عن العلاقة مع «التيار الحر» التي ما زالت تعترض تنقيتَها تعقيداتٌ لا يستهان بها.
وفيما شارك «التقدمي» في إعداد مراسم استقبال عون ورفْع لافتات الترحيب، ذكرت تقارير أن وفداً كبيراً من «التقدمي» يضم قياديين ونواباً الى جانب رجال دين وفاعليات سيزور بيت الدين غداً وفي عداده، داليا، كريمة زعيم «التقدمي» وليد جنبلاط الموجود ونجله تيمور خارج لبنان على أن يقوما بزيارة عون فور عودتهما.