IMLebanon

اشارات “الحزب” الايجابية للاشتراكي تمهد ارضية لقاء المصالحة

اشارتان لافتتان شكلاً ومضمونا سجلتهما شبكة الاتصالات الممدودة حديثا بين الضاحية وكليمنصو في اعقاب لقاء “المصالحة والمصارحة” في بعبدا، من شأنهما اذا ما قيّض للجهود التي يبذلها عراب المصالحات ورائب صدع العلاقات رئيس مجلس النواب نبيه بري ان تعيد المياه الى مجاريها بين الحزب التقدمي الاشتراكي ورئيسه وليد جنبلاط وحزب الله وامينه العام السيد حسن نصرالله.

الاشارتان مصدرهما واحد، حزب الله. الاولى بحسب معلومات “المركزية” عبارة عن اتصال هاتفي اجراه مسؤول وحدة الاتصال والتنسيق في الحزب وفيق صفا بجنبلاط الاسبوع الماضي قدم في خلاله التهنئة بعيد الأضحى بعدما اتصل للغاية بالوزيرين وائل ابو فاعور واكرم شهيب والوزير السابق غازي العريضي.

والثانية، دعوة وجهها الحزب الى الاشتراكي للمشاركة في الاحتفال المركزي في بنت جبيل في ذكرى الانتصار عام 2006، تلقاها ايجابا وسارع الى الرد عليها بالمثل، من خلال مشاركة أمين سره العام ظافر ناصر شخصيا في الاحتفال.

يدرك حزب الله جيدا كما تقول مصادر سياسية مطّلعة لـ”المركزية” ان زعامة جنبلاط غير قابلة للعزل او الكسر، لا سيما بعد حادثة البساتين- قبرشمون التي اثبتت مدى توسع رقعة هذه الزعامة من خلال الالتفاف العارم حوله على المستوى الدرزي اولا والسياسي الوطني ثانيا، وفي شكل خاص اصطفاف رئيس مجلس النواب نبيه بري، بما يمثل، في الخندق الجنبلاطي كما رئيس الحكومة سعد الحريري الذي اعطى للزعيم الحليف جرعة دعم غير مسبوقة رافضا عقد جلسة لمجلس الوزراء على جدول اعمالها بند الاحالة الى المجلس العدلي، وهو ما انتهى اليه فعليا النزاع، اذ عقدت الجلسة من دون اي “بستان”. كما ان الحزب على يقين ان امتدادات جنبلاط الخارجية تحصّنه في وجه اي محاولة للكسر، وليس بيان السفارة الاميركية في هذا الشأن الا الدليل، اذ كان كافيا لتغيير بوصلة التوجهات وحرف القضية عن المسار السياسي الذي كانت تسلكه في الاتجاه الذي اراده جنبلاط والرئيس الحريري، عدا عن لقاء الزعيم الاشتراكي مع السفراء الاوروبيين وليس الموقف الروسي الداعم له مجهولا. والى ما تقدم، تضيف المصادر، ان الحزب يعلم تماما ان اي قناة حوارية قد تصبح الزامية يوما ما مع دول القرار لا سيما مع واشنطن تمر من بيت الوسط، بعد ما اظهرته زيارة الرئيس الحريري لواشنطن ومن كليمنصو التي سيتوجه سيدها الى الولايات المتحدة الاميركية في تشرين الاول المقبل للمشاركة في حفل تكريم السفير الاميركي السابق في لبنان جيفري فيلتمان.

ويدرك جنبلاط ايضا ان مهما بلغ منسوب الاختلاف في المقاربات السياسية، فإن العلاقة مع الحزب واجبة ولا مناص منها. صحيح انها لم تشهد يوما استقرارا بل استمرت في حال من المد والجزر، خصوصا في المرحلة الاخيرة، غير ان القطيعة ترتد سلبا على الطرفين المشاركين في حكومة “الى العمل” .

لكن ماذا عن اللقاء الذي كان جنبلاط طلب عقده مع “الاصيل” لا مع “الوكيل” ابان الازمة؟ وهل يلتقي جنبلاط مع السيد حسن ام من ينوب عنه؟ وماذا عن البند الثاني من اتفاق المصالحة الذي ينص على لقاء قريب يفترض ان يعقد بين حزب الله والاشتراكي تكفل الرئيس بري بتأمين ظروفه؟

فيما تؤكد مصادر قريبة من الحزب ان اللقاء لن يعقد في المرحلة الاولى بين السيد وجنبلاط بل بين الاخير والمعاون السياسي لـ”حزب الله” حسين الخليل وموعده لم يعد بعيدا، يقول مفوض الاعلام في الحزب الاشتراكي رامي الريس لـ”المركزية” ان “الرئيس بري بما يملك من حرص على تمتين الوحدة الداخلية، يسعى بصورة مستمرة لجمع الاطراف السياسية وهذه المسألة في غاية الاهمية لأنها تساهم بشكل او بآخر في تكريس الاستقرار على المستوى الداخلي”، لافتا الى “أن هذا الملف متروك بين يدي الرئيس بري، وعندما تتبلور الظروف وتنضج سيعقد اللقاء. نحن كما كنا في كل المراحل السابقة على قدر كبير من الايجابية للتفاعل مع الاطراف كافة ، الامر نفسه ينطبق على هذه القضية، وأذكّر بأن “الحزب الاشتراكي” لطالما أبقى قنوات الاتصال السياسي مفتوحة مع مختلف الفرقاء، في أوج مرحلة القطيعة السياسية بين مختلف الفرقاء  اللبنانيين، حيث كان الحزب الوحيد الذي يملك هذا الخط المفتوح من الاتصال مع مختلف الاطراف، وبالتالي نحن نرحب بأي مسعى حواري مع أي فريق ولو كان على حساب قاعدة الاختلاف السياسي لأن الحوار في نهاية المطاف، هو السبيل الوحيد لحل الخلافات.”

ماذا عن اجواء عين التينة؟ تقول المصادر ان لقاء قريبا سيجمع الطرفين على مستوى الممثلين يفترض ان يحضّر ارضية اللقاء القيادي. اما الموعد فمتروك للرئيس بري الذي يحسن اقتناص الفرص لجمع المتخاصمين وتقريب المسافات.