IMLebanon

طبول الحرب تقرع بين “الحزب” وإسرائيل: ما حظوظ اندلاعها؟

فرضت العملية الجوية الاسرائيلية في الضاحية الجنوبية، فجر الاحد، جوا متوترا مشدودا على جبهة حزب الله – تل ابيب. الطرفان يدهما على الزناد. وفي السياسة وعلى الارض، تهديداتٌ متبادلة واستنفار عسكري (وإن لم يظهر في الميدان) تحسبا لأي طارئ، خاصة بعد ان توعّد الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله بالرد على الاعتداء الاسرائيلي. واذا كان الاخير رفع سقف المواجهة في كلمته الاخيرة، ومارس أفضل أشكال “الحرب النفسية” على سكان الكيان العبري وجيشه، داعيا اياهم الى “عدم الاطمئنان لأنهم ليسوا في أمان”، فإن رئيس وزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو حاول فعل الامر نفسه الثلثاء، إذ طلب من نصرالله أن “يهدأ”. وقال  في كلمة: “سمعت ما قاله نصرالله. أقترح على نصرالله أن يهدأ. هو يعلم جيدا أن إسرائيل تعرف كيف تدافع عن نفسها وترد أعداءها”. وتوجّه إلى حزب الله ولبنان وزعماء إيران بالقول “انتبهوا لما تقولون وراقبوا أفعالكم”. هذا المناخ غير المطمئن الذي تُقرع فيه طبول الحرب بقوة، هل يمكن ان ينتهي الى انفجار مواجهة حقيقية بين الجانبين؟

بحسب ما تقول مصادر سياسية مطّلعة لـ”المركزية”، هذا الاحتمال مستبعد أقلّه حتى الساعة. ففيما الامين العام لحزب الله لم يقل في اطلالته الاحد انه يريد “الحرب” بل طلب من الدول الكبرى التدخل لدى اسرائيل لـ”ضبضبتها”، وفي وقت “هدّد” بالرد ولم يلجأ اليه سريعا و”في شكل مباغت”، وهي عوامل تدل الى ان لا نوايا “تصعيدية” لدى الضاحية، تدعو المصادر الى التوقف عند التقدم الذي تبدو أحرزته الوساطة الفرنسية بين الاميركيين والايرانيين، على هامش قمة مجموعة السبع في بياريتز. فرأسا المحورين المتصارعين في المنطقة والعالم أبديا في الساعات الماضية انفتاحا غير مسبوق على الجلوس معا والتحاور في الملف النووي ومتفرّعاته كلّها. اذ أكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب استعداده لقاء نظيره الإيراني حسن روحاني عندما تتوفر ظروف مناسبة، قائلا إن لديه “مشاعر ايجابية” حول احتمال التوصل إلى اتفاق نووي جديد مع إيران. من جانبه، طالب روحاني الولايات المتحدة بـ”اتخاذ الخطوة الأولى” من خلال رفع العقوبات عن إيران، مشيرا الى أن “طهران لم ترغب مطلقا في امتلاك أسلحة نووية”، وموضحا أن بلاده مستعدة دوما للحوار، بعد ان كان اعلن الاثنين أنه مستعد للقاء أي شخص إذا شعر أن ذلك سيفيد إيران.

والحال ان اذا سلكت مساعي الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون لجمع الطرفين طريقها الصحيح في قابل الايام، فإن ذلك سيعني ان الاوضاع في المنطقة ذاهبة الى تهدئة واحتواء، لا الى تصعيد، وهذا سينعكس حكما على التشنّج المسيطر اليوم بين الحزب وإسرائيل، بما هو انعكاس للصراع الاساسي الكبير الدائر بين واشنطن وطهران، فيرمي فوقه ماء باردة. وبحسب المصادر، فإن تحرّك اسرائيل عسكريا وفي الوقت عينه ضد الوجود الايراني في كل من سوريا والعراق ولبنان، بالتزامن مع التواصل الاميركي – الايراني في بياريتز، من المرجّح ان يكون رسالة من قبلها ومن قبل حليفتها واشنطن ايضا الى طهران، تُبلغها فيها “على الحامي”، ان اي تفاوض لن ينجح اذا لم تضع حدًا لنفوذها العسكري في الميادين العربية.

“الاشتباك” بين الحزب وإسرائيل معلّقٌ اذا حتى تبيان مآل الوساطة الفرنسية. فإذا نجحت، تراجعت حظوظه الى حد الانعدام وقد ينحصر على ردّ “محدود” من قبل الحزب على اعتداء الاحد. أما اذا فشلت، فستكون جبهة الجنوب اللبناني، كما كل ميادين المنطقة، مفتوحة على كل الاحتمالات.