IMLebanon

الصدر لانسحاب الفصائل من سوريا: العراق أولى بدماء أبنائه

يسير زعيم التيار الصدري في العراق مقتدى الصدر، قدما في حملته لابعاد النفوذ الايراني عن بلاد الرافدين. ويأتي تموضعه هذا في سياق رفضه الخروقات لسيادة العراق، من أي جهة أتت، وانتقاده في الوقت عينه، تدخّلَ اي فصائل عراقية، في شؤون دول الجوار. فقد دعا الصدر امس “حكومة بلاده إلى اجتماع عراقي بحت للوقوف على آخر المستجدات، في ما يتعلق بتورط إسرائيل في قصف مقرات الحشد الشعبي”. وقال في بيان أصدره على حسابه الرسمي بـ”تويتر”، أنني لا أبرئ “العدو الصهيوني” من أفعاله الإرهابية في العراق، بيد أنني على يقين من أنه لا يقدم على هذه الخطوة أو الخطوات فهو يعلم الرد سيكون مزلزلا لأمنه ونفوذه، فالصهاينة يعلمون أن نهايتهم من “العراق” ومعه.. فلن يزجوا أنفسهم في هذه اللعبة التي هي أكبر منهم”. وأضاف “يجب على الحكومة العراقية الإسراع بالتحقق من الأمر ولو بإشراف دولي.. فإن ثبت جرمهم وإرهابهم، فعلى الجميع التحلي بالصبر وعدم التفرد بالقرار… فإن العراق ما عاد يحتمل مثل هذه التصرفات الرعناء”.

الى ذلك، دعا الصدر إلى حماية الحدود العراقية من الجميع الأطراف بالأخص حدوده مع سوريا وانسحاب كامل الفصائل من “سوريا الحبيبة”، فالعراق أحق بدماء شعبه مع ما يتعرض له من خطر كما أنني أؤكد على الرجوع إلى مراجعنا الكرام في كل ذلك فإن فتواهم الموحدة هي الملهم الأول لنا ولكل محب للوطن”.

يأتي موقف الصدر غداة اعلان هيئة “الحشد الشعبي”، وهو تنظيم شيعي مسلح مدعوم من ايران في العراق، مقتل أحد عناصرها وإصابة آخر، بقصف نفذته طائرات مجهولة في قضاء القائم، شمال غربي البلاد قرب الحدود السورية. وذكر بيان للواء 45 في “الحشد الشعبي”، أن القصف استهدف مخازن عتاد. وقال إنه “ضمن سلسلة الاستهدافات الإسرائيلية للعراق، عاودت غربان الشر استهداف الحشد الشعبي، وهذه المرة من خلال طائرتين مسيرتين في عمق الأراضي العراقية بمحافظة الأنبار على طريق عكاشات – القائم بمسافة تقرب من 15 كم عن الحدود”، مشيرا إلى أن “هذا الاعتداء السافر جاء مع وجود تغطية جوية من قبل الطيران الأميركي للمنطقة، فضلا عن بالون كبير للمراقبة بالقرب من مكان الحادث”… وتعقيبا، هدد أبو مهدي المهندس نائب رئيس هيئة الحشد بعدم السكوت على الهجوم الأخير على أحد ألويته قرب الحدود مع سوريا (غربي البلاد). وقال في مؤتمر صحفي “نقول للأميركان نحن كحشد وبكل تشكيلاتنا تابعين للحكومة العراقية، وللقائد العام للقوات المسلحة، لكن لن نسكت على ضربنا”. وأردف “كانت ضربة صاروخية واضحة والآن نحن نحلل الصاروخ من أين انطلق، حيث لدينا بقاياه”. وطالب المهندس الحكومة والبرلمان العراقي والقوى السياسية الموجودة المشاركة في الحكومة بأن تتخذ موقفا تجاه هذه الهجمات.

وبحسب ما تقول مصادر دبلوماسية لـ”المركزية”، فإن الصدر، رجل الدين الشيعي الذي يرى ان النجف يجب ان تكون مرجعية شيعة العراق – يخشى ان تدفع قوات “الحشد”، ومن خلفها ايران، بالعراق، الى مواجهة مع الكيان العبري، بما يزيد وضع البلاد الدقيق على كل الصعد، هشاشة. ففي رأيه، الاولوية يجب ان تعطى لإبعاد الساحة العراقية عن الكباش الاقليمي، وهذا يتطلّب وضع حد للتأثير الايراني على “الحشد”، بالتزامن مع انسحاب الفصائل العراقية الموجودة في سوريا، من الاخيرة، مع ضبط للحدود العراقية-السورية بما يمنع تدفق السلاح والمسلحين عبرها الى سوريا وبالعكس. وهذه الخطوات ضرورية في رأيه لتحصين السيادة والاستقرار في العراق، والا بقي على خط الزلازل المباشر في المنطقة، والذي يمكن ان يتحرّك في اي لحظة، متأثّرا بتقلّبات علاقات كل من اميركا والسعودية واسرائيل مع ايران.