IMLebanon

القوات والتيار يترنحان على حبال كباش التعيينات

لم يكن ينقص العلاقة شبه المقطوعة بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية، إلا الكباش الأخير حول تعيين أحد الأعضاء الموارنة في المجلس الدستوري الجديد. ذلك أن، إذا كان هذا النوع من الزكزكات بين شريكي ما كان من المفترض أن تكون مصالحة مسيحية تطوي إلى غير رجعة التاريخ المشترك بينهما مألوفا، فإن الحدة التي اتسمت بها الجولة الجديدة من السجال، تجعل الأنظار تتجه إلى حلبة طاولة مجلس الوزراء، التي يتوقع البعض أن تشهد سلة تعيينات جديدة في القريب العاجل، مع ما يعنيه ذلك من احتمالات استئناف القنص السياسي المتبادل على خط معراب- ميرنا الشالوحي.

وفي وقت تلتئم حكومة “إلى العمل” غدا في قصر بيت الدين في جلسة يرأسها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، توقعت مصادر مراقبة عبر “المركزية” أن تستثمر الحكومة الزخم الذي مدها به لقاء “المصالحة والمصارحة” الشهير في 9 آب لتمضي في ملء المراكز الشاغرة في إدارات الدولة ومؤسساتها، وإن بشكل مباغت. ولا تفوت المصادر في هذا السياق، فرصة التذكير بأن تعيينات المجلس الدستوري أتت مفاجئة، على اعتبار أن الجميع كانوا يترقبون بوادر اتفاق سياسي شامل كما هي الحال في ما يتعلق بغالبية الملفات المصنفة “كبيرة”.

على أي حال، وفي انتظار الجلسة الحكومية المقبلة، توقعت المصادر أن تكون التعيينات المقبلة مادة سجالية كبيرة ستملأ الفراغ السياسي في المرحلة المقبلة، خصوصا أن التيار الوطني الحر كان أعلن مرارا وتكرارا عزمه على نيل الحصة التي يعتبرها “من حقه” في التعيينات، وهو ما كانت مصادر في تكتل “لبنان القوي” قد علقت عليه عبر “المركزية” في مراحل سابقة بتأكيد أن “القوات قوية بما فيه الكفاية لتدافع عن حقها” وبالعودة إلى المصادر المراقبة، فإنها تضيف إلى هذا المشهد البيان الذي أصدرته أمس اللجنة المركزية في التيار، لتؤكد “أنها لم تكن على علم بأي اتفاق مبرم مع القوات في شأن تعيينات المجلس الدستوري”، والكلام الذي نسبته الصحف في الأيام الماضية لأوساط التيار عن أن التيار ماض في النهج نفسه في مجال التعيينات، ما يؤشر إلى أن الكباش لن يعرف نهاية قريبة.

أمام هذه الصورة، لا تجد المصادر مخرجا أفضل من انتظار ما ستحمله كلمة رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع في القداس الذي يقام في معراب الأحد المقبل لراحة أنفس “شهداء المقاومة المسيحية”، معتبرة أن المعطيات المتجمعة في الأفق السياسي أخيرا تجعل خطاب جعجع اطلالة منتظرة على الحلفاء والخصوم على السواء، لا سيما منهم رئيس التيار، وزير الخارجية حبران باسيل، خصوصا بعد الاطلالة التلفزيونية الأخيرة التي لم يسلم خلالها رئيس الجمهورية شخصيا من الانتقاد القواتي.

وختمت المصادر معربة عن اعتقادها أن جعجع سيتفادى الانزلاق في زواريب ملف التعيينات في جانبه التحاصصي، من دون أن يعني ذلك خروجا قواتيا من الحكومة، بهدف الاستمرار في خوض المواجهة ضد ما تعتبره معراب “الاستئثار” بالحصة المسيحية، من داخل المؤسسات.