IMLebanon

جعجع يُجري جردة حساب للعهد ويُطلق المعارضة من الداخل

تحت عنوان “ما راحو” وبرعاية البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، يُحيي حزب “القوات اللبنانية” الذكرى السنوية لشهداء المقاومة المسيحية بقداس في الباحة الخارجية للمقرّ العام في معراب ابتداءً من الخامسة عصر الاحد المقبل.

وفي حين تردد ان رئيس الجمهورية العماد ميشال عون سيُشارك في القداس ممثلاً بامين سر تكتل “لبنان القوي” النائب ابراهيم كنعان، حُسمت مشاركة رئيس مجلس النواب نبيه بري ممثلاً بالنائب مصطفى الحسيني، اما رئيس الحكومة سعد الحريري لم يحسم حتى الان من سيُمثّله.

والى جانب التمثيل الرئاسي، يُشارك في القداس ممثلون عن قوى سياسية عدّة وُجّهت اليها الدعوات منها حزب “الكتائب” ممثلاً بالوزير السابق الان حكيم، “تيار المرده” و”تيار المستقبل”، اضافةً الى شخصيات سياسية ودبلوماسية وممثلين عن الاجهزة الامنية واهالي الشهداء.

وستكون لرئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع كلمة في ختام القداس مقسّمة الى ثلاثة عناوين وفق ما علمت “المركزية”: الاوّل، وجداني على مستوى شهداء “ما راحو” ضحّوا بحياتهم لتكريس ثلاثية ذهبية حرية وسيادة واستقلال فأضحوا المنارة لوطن-حلم تسعى القوات منذ انطلاقة مسيرتها الى جعله حقيقة ببناء الجمهورية القوية على مساحة 10452 كلم.

الثاني، اقتصادي، حيث من المفترض ان يُحدد الخطوات الانقاذية التي يجب اتخاذها لوقف المسار الانحداري وتحاشي الوصول الى الانهيار، وذلك عشية اجتماع بعبدا الاقتصادي بدعوة من رئيس الجمهورية. وسيتطرّق الى جملة خطوات “طارئة” وضروية يجب اتّخاذها وسريعاً تكون الداء المناسب للمرض المُزمن الذي يفتك بجسم الاقتصاد وذلك عبر طرق باب “المحميات الكبرى” وإخضاعها لسلطة القانون وسيادة الدولة، ابرزها مرفأ بيروت والمعابر الشرعية وغير الشرعية عبر تحصيل العائدات الجمركية ومنع التهريب.

على ان الاهم في كلمته سيُخصص للشقّ السياسي لجهة تحديد العناوين العريضة للتعامل مع الحلفاء والخصوم في المرحلة المقبلة، خصوصاً بعد امتحان تعيينات المجلس الدستوري التي اعتبرت القوات فيه انها “طُعنت” من الحلفاء قبل الخصوم. وسيُجري “جردة حساب” للسنوات التي مضت من عمر العهد لجهة الالتزام بتفاهم معراب والتسوية الرئاسية التي كانت معراب احد عرّابها الاساسيين.

وبناءً على “جردة الحساب” السياسية والاقتصادية لسنوات العهد منذ التسوية، سيُطلق جعجع معارضة “عالطريقة اللبنانية”، بإعتبار ان مفهوم الديموقراطية في لبنان يختلف عن مفهوم الديموقراطية بشكلها العام. اي المعارضة داخل المؤسسات-وهي اختبرت فاعليتها وقوّتها في ملفات عديدة كان ابرزها الكهرباء، وسيكون جوهرها

لا مسايرة على حساب المصلحة العامة حتى لو كان حليفاً.

واوضح عضو تكتل “الجمهورية القوية” النائب وهبي قاطيشا لـ”المركزية” “ان كلمة جعجع ستكون على مستوى الازمات التي تعصف بنا، لا سيما ان “القوات” وللاسف تتعرّض لحرب إلغاء سياسية سنقاومها بالسياسة ونترك للرأي العام الحكم على من هو على حق”.

واكد “ان جعجع سيُحدد في كلمته كيفية مقاربة القوات للملفات والقضايا التي ستُطرح على طاولة مجلس الوزراء وسيضع النقاط على حروف خيار “المعارضة” الذي سنسلكه من الداخل، اذ ان مفهوم الديموقرايطة في لبنان يختلف عن بقية الدول نظراً لتركيبته الطائفية والسياسية المعقّدة، ومعارضتنا لن تكون للنظام او الحكم انما للمسائل (مهما كان من يطرحها حليف او خصم) التي نشتم منها رائحة مخالفة القانون والمحاصصة”.

اما عن الاسباب التي تدفع “القوات” الى اطلاق راية المعارضة من الداخل، قال قاطيشا “عندما وقّعنا تفاهمات وابرمنا تسويات اعتقدنا ان ورشة البناء الدولة وإدارتها بطريقة قانونية صحيحة قد انطلقت، الا اننا وجدنا انهم يريدون جرّنا الى الفساد والمحاصصة وهذا ما لا نقبله، لذلك سلكنا خيار المعارضة من داخل المؤسسات”.

واشار الى “ان لا مسايرة بعد اليوم ومعارضتنا داخل مجلس الوزراء لن تستثني احداً”.