IMLebanon

باسيل في الولاية الثانية: “زعيم” التيار من دون منافسين؟ (تقرير ميليسا ج. افرام)

قبل ايام من اقفال باب الترشح لانتخاب رئيس ونائبي رئيس “التيار الوطني الحر” في 15 ايلول المقبل، يبقى رئيس “التيار” الحالي الوزير جبران باسيل مرشحاً منفرداً للرئاسة لولاية ثانية، ما يمهّد لانتخابه رئيساً لـ” التيار” مجددًا إنما بالتزكية. فهل استطاع باسيل “تدجين” جميع معارضيه سواء بالطرد والإقصاء أو بـ”الإحتواء” أم تمكن فعلا من أن يفرض نفسه “زعيماً أوحد” في تياره على طريقة الأكثرية الساحقة من الأحزاب اللبنانية؟

يؤكد مسؤول الإعلام في “التيار الوطني الحر” جاد أبو جودة في حديث لموقع IMLebanon، انه من حيث المبدأ، التزكية لم تحصل بعد بانتظار اقفال باب التقدم بالترشيحات ومن ثم انتهاء مهلة سحب الترشيح، لكنه يرى انه “سواء حصلت التزكية ام لم تحصل، وفي اي انتخابات، ليس عدد المرشحين هو الاساس، بل ان يكون الحق متاحاً لجميع الراغبين بأن يتقدموا بترشيحهم، وللناخبين ان يختاروا. اما العلامة السلبية فكان يمكن ان يستحقها التيار لو تم التذرع بالظروف السياسية الراهنة مثلاً لإرجاء الانتخابات او تمديد ولاية رئيس التيار.”

ابو جودة يشير الى انه “من الثابت ان الحالة الشعبية في التيار تختلف جذرياً عن التيار السياسي المنظم، وهنا جوهر الموضوع.” مضيفًا: “أصبح هناك تيار له نظام داخلي واضح يفترض بجميع المنتسبين اليه ان يلتزموا به، وهناك الآن مرجعية واضحة من ضمن هيكلية التيار للبت بالمراجعات والمخالفات واتخاذ القرارات المناسبة. اما حق الاعتراض، فمكفول للجميع ضمن المؤسسات بحسب الموضوع المطروح، علماً ان مساحة الحرية ضمن التيار كبيرة الى اقصى حد، من دون ان يعني ذلك الفلتان او الخروج على احكام النظام الداخلي والمبادئ العامة”.

ولدى سؤال ابو جودة عن “تدجين” من هم داخل التيار بحيث بات من الممنوع معارضة “الرئيس باسيل”، يعتبر انه “من الاجدى سؤال قوى سياسية اخرى لم تعرف الانتخابات الداخلية الا على الورق عن مسألة التدجين.”

ويلفت الى ان “الوزير باسيل نجح في ولايته الاولى في نقل التيار من حالة شعبية مؤيدة لشخص العماد ميشال عون ومبادئه السياسية الى حالة مؤسساتية تنطلق من فكر المؤسس ومسيرته السياسية نحو المستقبل، سواء من خلال العمل الكبير الذي تم انجازه على مستوى التنظيم الداخلي، او عبر التواصل الدائم مع ناشطي التيار ومؤيديه من الشمال الى الجنوب في جولاته الشهيرة التي باتت على كل لسان. هذا على المستوى البشري، اما مادياً فوضع الحجر الاساس لبيت التيار الذي سيتمتع بمواصفات لم يعرفها اي مقر حزبي آخر في لبنان، كما اعطى الوزير باسيل موضوع الشباب اهمية قصوى من خلال افتتاح الارض الخاصة بالمخيمات في بشتودار”، مشيرا الى ان “هناك مشاريع عدة قيد التحضير مثل بناء مجمعات خاصة للطلاب وغيرها، وقد تطرق اليها الوزير باسيل مراراً في كلماته”.

وعن عدم ترشح رومل صابر لولاية ثانية في منصب نائب الرئيس، يؤكد ابو جودة ان “القرار له، والحيثيات اوضحها في البيان الرسمي الذي صدر عنه، والذي شدد فيه على انه جزء لا يتجزأ من التيار الوطني الحر وأنه على تأييده للرئيس عون والوزير باسيل”، مشيرا الى ان الكلام على خلاف مع صابر لا اساس له وهو شائعة ضمن الشائعات الكثيرة.

وردا على سؤاله عن عدم افساح باسيل المجال للآخرين كصابر للوصول نحو الرئاسة، يقول ان “الامر ليس مطروحاً على هذا الشكل، لأن ما بدأه باسيل في التيار يجب ان يستكمل، بمعاونة الجميع، سواء الذين قرروا عدم الترشح او الذين سيترشحون.” ويشدد الى انه “لا يوجد صراعات داخلية كما يشاع، والامر لا يعدو كونه تمنيات من الخصوم، اما الاراء المتعددة فهي امر طبيعي لأن التيار الوطني الحر بطبيعته لا يمكن الا ان يكون حزباً حياً ومتحركاً وفيه حيوية كبيرة.”

وتعليقا على كون الوزير باسيل مرشحا جديا لرئاسة الجمهورية وضرورة تحضير خلف له لرئاسة التيار، ريدّ ابو جودة: “تماماً كما قال الوزير باسيل في مقابلة تلفزيونية، من المعيب ان نتحدث عن الانتخابات الرئاسية المقبلة طالما ولاية الرئيس عون لم يمض نصفها بعد، علماً أن التيار يكاد يكون اليوم اغنى القوى السياسية اللبنانية بالطاقات القادرة على تولي المسؤوليات سواء داخل التيار او خارجه.”

أيام تفصلنا عن اقفال باب الترشح واسابيع قليلة تبعدنا عن الانتخابات الداخلية لـ”التيار” التي ستعتمد مبدأ الميغاسنتر، بحيث يمكن للجميع التصويت في جميع مراكز الاقتراع، على جميع الاراضي اللبنانية. اما بالنسبة الى المنتشرين، فالتصويت متاح عبر تقنية الـe-voting بطريقة مدروسة وشفافة.

يقدم “التيار” في انتخاباته الداخلية نموذجا لكل التسهيلات الممكن تقديمها للمنتخب لمشاركة أكبر عدد من المقترعين، الا ان حس المنافسة يبقى مفقودا حتى الساعة بتفرد باسيل بترشحه، على ان يعرض الاخير برنامجه خلال لقاء في قصر المؤتمرات في ضبيه في ايلول المقبل، فهل ستؤدي التزكية المنتظرة إلى تدني نسبة المشاركة ما يضرب أسس الديمقراطية الحزبية في “التيار” كما في مجمل الأحزاب اللبنانية؟!