IMLebanon

عون: بشائر الانتصار في معركة مكافحة الفساد بدأت تلوح في الأفق

رأى رئيس الجمهورية ميشال عون أن “ما حصل قبل أيام من اعتداء اسرائيلي سافر على سيادتنا، والموقف الجامع الذي اتخذه اللبنانيون برفضه وإدانته مع تأكيد حقهم المشروع في الدفاع عن وطنهم، أبلغ دليل على تمسكنا بالثوابت التي تحفظ كيان الدول وحقوقها”، مشددًا على أن “لبنان ليس أرضًا مستباحة لأيّ كان”.

وأضاف، في رسالة لإعلان مئوية لبنان الكبير: “لم نصل إلى مناسبة الاحتفال بهذه المئوية لو لم نثبت للقاصي والداني أننا قادرون على دحر أعتى الجيوش عن أرضنا، والحفاظ على استقلالنا ورسالتنا الحضارية”.

وقال عون: “المعركة الكبرى التي نخوضها، معركة مكافحة الفساد، وإن ظن بعضهم أننا عاجزون عن تحقيقها أو يدفع لعرقلتها، فليبقَ لشبابنا الأمل بالمستقبل، فلا يهجرون وطنهم وهو أنقاض نتيجة انهيار المؤسسات تحت وطأة الفساد. وأقولها بكل ثقة، إن بشائر التغيير والانتصار في هذه المعركة بدأت تلوح في الأفق”.

وأعلن عون، كرئيس للجمهورية، إيمانه “بضرورة الانتقال من النظام الطائفي السائد إلى الدولة المدنية، العصرية، حيث الانتماء الأول هو للوطن وليس للزعماء الطائفيين”، داعيًا إلى أن “تعلّموا الأجيال الطالعة كيف أن الطائفية هي مرض مدمّر، يستعملها أعداء الوطن كلما أرادوا ضربه فينفذون من خلالها الى مجتمعنا، يفتتونه ويصبح أهلنا وقودًا للاقتتال الداخلي الذي يخلّف في كل مرة جراحًا وندوبًا لا تشفى بسهولة”.

وشدد عون على أن “لبنان الكبير نريده لمئة سنة أخرى، ولألف سنة، بلد الإشعاع، والحريات، وتفاعل الحضارات، والديمقراطية، والابتكار، والتنوع، وأرض الايمان والتراث”، معتبرًا أن “مهما تقلّبت الظروف، سيبقى لبنان أكبر من أن يبلع وأصغر من أن يقسّم”.

وكان عون استهل رسالته قائلًا: “أيتها اللبنانيات، أيها اللبنانيون، أتوجّه إليكم اليوم لأُعلِن بدء ذكرى مئوية إعلان لبنان الكبير الذي يصادف في أول أيلول من العام 1920، تمهيدًا لانطلاقة الاحتفالات بهذه المناسبة ابتداء من الأول من كانون الثاني 2020 وحتى نهاية السنة”.

وأضاف: “في خضم الأحداث والخضات التي عاشها وطننا في العقود الأخيرة، فإن استذكار تاريخنا بكل ومضاته ومعاناته ضروري لأن الشعوب التي تنسى تاريخها تكرّر أخطاءها وتهمّش دورها وتخاطر بمستقبلها”.

وتابع: “كل محاولات التحرر من النير العثماني كانت تقابل بالعنف والقتل وإذكاء الفتن الطائفية. إن إرهاب الدولة الذي مارسه العثمانيون على اللبنانيين خصوصاً خلال الحرب العالمية الاولى، أودى بمئات الاف الضحايا ما بين المجاعة والتجنيد والسخرة”، مشيرًا إلى أن “مع انتهاء الحرب العالمية الأولى، وهزيمة العثمانيين ودخول لبنان تحت النفوذ الفرنسي، بدأت مرحلة جديدة من تاريخنا، وصلنا معها إلى لبنان الكبير في العام 1920، ثم الاستقلال”.

ومضى قائلًا: “اليوم، ومع بدء ذكرى مئوية اعلان لبنان الكبير التي شُكلت من أجلها لجنة عليا أنيطت بها مهمة تنظيمها، أشدد على ضرورة إيلاء كل النشاطات الخاصة بهذه المناسبة أهمية كبرى لتثقيف أجيالنا الطالعة تاريخيًا ووطنيًا”، داعيًا إلى أن “تعلّموا الأجيال الطالعة تاريخ لبنان؛ فشعبنا في النهاية لا يستكين أمام الاحتلال أو الوصاية، وليس صدفة أن يكون لبنان الصغير بمساحته الجغرافية، في منطقة شاسعة الامتداد، ومتعددة بشعوبها وعاداتها وتاريخها، منارة للديمقراطية، ومنبرًا للفكر الحر، وحقلًا لتفاعل الثقافات، ومركزًا للإبداع”.