IMLebanon

“الحزب” يستعد للردّ الثاني: “ضربة بضربة”

بعد اسبوع على خرق اسرائيل للاجواء من خلال طائرتين مسيّرتين على الضاحية الجنوبية بالتزامن مع استهدافها مجموعة تابعة لـ”حزب الله” في بلدة عقربا في دمشق سقط بنتيجتها اثنان من الحزب وثالث ايراني، ردّ حزب الله وفي لبنان “كما وعد” امينه العام السيد حسن نصرالله باستهداف مركبة عسكرية تابعة للجيش الاسرائيلي قرب مستعمرة افيفيم بصواريخ موجّهة، ورد اسرائيل على اطراف بلدتي مارون الراس ويارون بقنابل قبل ان تُعلن الانتهاء من العملية العسكرية.

وفي الثامنة والنصف مساءً يطل الامين العام للحزب ضمن مراسم الليلة الثالثة من عاشوراء ليشرح لجمهوره وللرأي العام ماذا حصل في الدقائق المئة والعشرين من المواجهة التي حبس فيها اللبنانيون انفاسهم مُستعيدين كابوس حرب تموز 2006 وليُعلن ان “الردّ 1” انتهى مع تنفيذ مجموعة زبيب-ضاهر (تيمناً باللذين قضيا في غارة عقربا) عملية افيفيم وانتظار “الردّ 2” بإسقاط درون اسرائيلية رداً على عملية الطائرتين المسيّرتين.

واوضحت مصادر مقرّبة من “حزب الله” لـ”المركزية” “ان عملية “الردّ2” التي لن تكون بعيدة ستُثبّت قواعد الاشتباك السائدة منذ صدور القرار 1701 بعدما خرقها العدو الاسرائيلي، وذلك وفق معادلة “وحدة بوحدة” اي كل ضربة عسكرية تقابلها ضربة اخرى مع الحرص المتبادل على عدم الدخول في حرب مفتوحة”.

وبانتظار الاضافات التي سيحملها خطاب نصرالله مساءً، اتّخذ حزب الله جملة تدابير احتياطية تتناسب مع طبيعة المرحلة، منذ ان تعرّض “لخرق امني” لمعقله من خلال الطائرتين المسيّرتين اللتين وكما تشير المعلومات استهدفتا المبنى التكنولوجي الخاص بإعداد الطائرات المسيّرة المُصادف وجوده قرب المركز الاعلامي الحزبي.

وتحدث بعض المعلومات عن ان “حزب الله اوقف مخيمات التدريب والتعبئة لنحو 6 الاف شاب كانوا في المخيمات الكشفية في قضاء بعلبك في اجراء احترازي تحسّباً لاي “درون” اسرائيلي انتحاري قد يُسيّر فوق المخيم”. كما طلب من مناصريه اخلاء المراكز العسكرية والادارية والتزام منازلهم وانتظار قرار الحزب”.

ولا يبدو ان الخرق الامني لمعقل الحزب في الضاحية الذي غيّر قواعد الاشتباك منذ العام 2006 وحده الذي يقف وراء الاجراءات، اذ يُضاف اليه الشحّ المالي نتيجة العقوبات الاقتصادية المفروضة عليه من قبل الولايات المتحدة والتي تطال افرادا وكيانات ومؤسسات على صلة بتمويل نشاطاته العسكرية، اذ اشارت المعلومات الى “ان حزب الله قلّص الكثير من الخدمات (الصحية والاجتماعية) والتعويضات لعناصره بنحو 40% واقفل العديد من المكاتب التابعة لمؤسساته الخاصة في مناطق عدة من ضمن سياسة التقشّف وعصر النفقات التي ينتهجها منذ فترة والتي اعلن عنها نصرالله في احدى اطلالاته”.

وتأتي في السياق دعوة نصرالله الدولة اخيرا الى تحمّل مسؤولياتها في انماء محافظة بعلبك-الهرمل وتنفيذ مشاريع تنموية تُحقق الامن الاقتصادي وفق معادلة لا امن من دون اقتصاد.

واعتبرت الاوساط “ان تخصيص نصرالله جزءاً كبيراً من اطلالته ما قبل بدء مراسم احياء ليالي عاشوراء للحديث عن اوضاع بعلبك الانمائية والامنية، من اجل امتصاص نقمة البقاعيين على سياسات الحزب تجاه منطقتهم والتي يرتفع منسوبها مع مقارنة اوضاعهم الاقتصادية والامنية باوضاع اخوانهم في الجنوب، لذلك طالب بتشكيل مجلس انماء لبعلبك الهرمل على غرار مجلس الجنوب، خصوصاً ان الضائقة المالية التي يُعاني منها انسحبت على تقليص عدد كبير من الخدمات كان يُقدّمها لعناصر الحزب في البقاع”.