IMLebanon

ماذا بين سطور لقاء روكز و”المعارضة العونية”؟

أنطوان نصرالله، نعيم عون، كمال اليازجي، طانيوس حبيقة، رمزي كنج… كلها أسماء يعرفها اللبنانيون لأسباب عدة، ليس أقلها كون أصحابها تشاركوا النضال الحزبي في صفوف التيار الوطني الحر في حقبة مواجهة الوصاية السورية، وهو ما لا تزال تشهد عليه ساحة قصر العدل، التي عادت وسميت ساحة 7 آب، لتخلد ذكرى المواجهات العنيفة التي خاضها هؤلاء الشباب (إلى جانب زملائهم في التيار، كما في القوات اللبنانية والكتائب)، ضد الأجهزة الأمنية اللبنانية ومن ورائها دمشق وحلفاؤها المحليون.

غير أن الاتيان على ذكر هذه الأسماء اليوم ليس لاستذكار نضال أصحابها إلى جانب العماد ميشال عون والتيار الذي أسسه، بل لأنهم باتوا يتشاركون أمرا آخر لا يقل أهمية: اتخذت القيادة الحزبية قرارات قضت بفصلهم من التيار بفعل اعتراضهم على بعض من خياراتها، فما كان منهم إلا أن رصوا صفوفهم في إطار تجمع أبصر النور في 6 نيسان الفائت، وأجريت في شأنه الاتصالات اللازمة. واليوم، لبى عدد من كوادر ما اصطلح على تسميتها “المعارضة العونية”، إضافة إلى عدد من الضباط المتقاعدين دعوة عضو تكتل لبنان القوي النائب شامل روكز وزوجته كلودين ميشال عون إلى غداء في منطقة اللقلوق الجبيلية.

وإذا كان الغداء مناسبة اجتماعية يلتقي فيها رفاق النضال منذ 30 عاما، على ما يشير أحد المشاركين في اللقاء عبر “المركزية”، فإن التموضع السياسي لروكز قد يضفي عليه صبغة سياسية تدفع بعض المراقبين إلى اعتباره رسالة مشفرة إلى رئيس التيار جبران باسيل، العائد حديثا إلى القيادة الحزبية، بالتزكية.

وفي السياق، تلفت مصادر مراقبة عبر “المركزية” إلى أن روكز سجل، في خلال عامه النيابي الأول، تمايزا لافتا عن التيار في عدد من القضايا الحساسة، لا سيما منها الاستراتيجية الدفاعية، مشيرة إلى أن روكز يغيب عن عدد من المناسبات  التي يقيمها التيار، من دون أن ينفي ذلك حرصه على المضي في الدفاع عن رئيس الجمهورية ومواقفه.

على أي حال، فإن الدائرين في فلك المشاركين في “غداء اللقلوق” يؤكدون لـ “المركزية”، أن “لا رسائل سياسية من المعارضة العونية إلى قيادة التيار”، مشددة على أن “وضع البلد والخطر الإقتصادي الذي يعيشه المواطنون في حياتهم اليومية يتجاوزان، في أهميتهما، منطق تصفية الحسابات السياسية مع الوزير باسيل”.

ونبهت إلى أن “هناك تضعضعا في البلد”، مشددة على أن “الهدف يكمن في العمل بروح ايجابية لانتشال الناس من حال اليأس التي يعيشونها”.

ويشدد المقربون من المشاركين على أن “الهدف الأول يكمن في تعزيز التواصل مع القوى الحية في البلاد وصناع الرأي”، كاشفين عن أن لقاءات ستعقد في المرحلة المقبلة مع عدد من الشخصيات المناوئة للنهج السياسي السائد في البلاد.