IMLebanon

ماذا في أبعاد إعلان نصرالله كسر الخط الأحمر؟

بعد نحو اسبوع من الاستنفار الاسرائيلي والإجراءات الأمنية والحذر على حدود لبنان الجنوبية، ترقباً للوعد بالرد الذي قطعه الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، عقب الاعتداء الاسرائيلي على الضاحية واستهداف مركز للحزب في عقربا السورية سقط نتيجته اثنان من عناصره. الأحد الماضي جاء الرد من بلدة مارون الراس اللبنانية بضرب آلية عسكرية اسرائيلية داخل الأراضي المحتلة. ليخطف ظهور نصر الله مساء أمس الأنظار، لمعرفة تعليقه على ردّ الحزب على العملية الاسرائيلية. وبرز في كلمة نصر الله إعلانه أن “أكبر خط أحمر كسرته المقاومة، ولن نعترف بالخط الأزرق اذا هاجمتنا اسرائيل مجددا”.

النائب السابق فارس سعيد علق لـ”المركزية”، على كلام نصر الله، مشيراً إلى أنه “ورئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو أطاحا ولو ظرفياً القرار 1701 متجاوزين الدستور اللبناني واتفاق الطائف واتفاق الهدنة اللبناني – الاسرائيلي المبرم عام 1949، إضافة إلى قرارات الشرعية الدولية. وبالتالي في المشهد اللبناني كان قرار السلم والحرب، وموقع  لبنان في الصراع العربي – الاسرائيلي أو صراع المنطقة في يد إيران، في حين أن الدولة تتصرف وكأنها مجلس بلدية لبنان الكبير في بعبدا، وكأن هناك معالجات اقتصادية مالية بمعزل عن المعالجات السياسية الكبرى التي يتولاها حزب الله. هذان المشهدان أكدا أن النفوذ في يد الحزب والكراسي للبنانيين”.

ولفت إلى أن “في كلامه أمس، أعلن نصر الله أن 1 ايلول 2019 نهار تاريخي للبنان، لأن المقاومة الاسلامية انتصرت على اسرائيل، وكان حريصاً على تذكر هذا التاريخ. ونعلم أن 1 أيلول 1919 هو تاريخ إعلان دولة لبنان الكبير، عندما يشير نصر الله إلى أن أول ايلول 2019  إعلان الانتصار على اسرائيل، وكأنه يحاول الإشارة إلى أنه اب وأم الانتصار وبالتالي له حق التحكم بلبنان. هذا الوضع يضرب الميثاق الداخلي اللبناني. فكرة توزيع الاختصاصات بحيث تحارب طائفة للدفاع عن لبنان وطوائف أخرى تسعى لانقاذ الاقتصاد، تنسف الشراكة الوطنية وفكرة لبنان”. وأوضح سعيد أن “لبنان كان يحظى بمظلة دولية اسمها 1701، وتعني 800 مليون دولار سنوياً تدفع منها الولايات المتحدة 45%، وأن هناك قراراً دولياً لحماية لبنان وبأنه كذلك جزء من الشرعية الدولية. هذه المظلة سقطت بين أفيفيم ومارون الراس، وأسقطت معها هذه الأبعاد الثلاثة”.

أما رئيس مركز الشرق الاوسط للدراسات العميد الركن الدكتور هشام جابر أشار عبر “المركزية”، الى أن “ما حصل في الأول من ايلول فتح صفحةً جديدةً في الصراع اللبناني – الاسرائيلي، بل أضاف عليه. الهدف من الرد لم يكن تسجيل النقاط على اسرائيل بل التصدي لإمكانية نشوب حرب وهذا ما أكده نصر الله مراراً، كونه يعتبر أن في حال عدم الرد ستستمر اسرائيل بالخروقات وسيضطر الحزب إلى الرد بقسوة مما سيؤدي إلى إشعال الحرب”. واشار إلى أن “لبنان الرسمي احترم القرار 1701 وكذلك حزب الله لم يخرقه، في حين أن اسرائيل فعلت ذلك مئات المرات منذ 13 سنة. تل أبيب بدأت بالخرق واعتدت على لبنان بطائراتها المسيرة”. ورأى جابر أن “القرار 1701 لا يزال قائماً، إنما اقتضى إبرازه وتوضيحه لإبلاغ الجانب الاسرائيلي بوجوب احترامه وإلاّ سقط احترامه في اللحظة التي تخترقه”، معتبراً أن “للضربة التي وجهها الحزب نهار الأحد دلالة معنوية كبيرة أبعد من الإصابات البشرية أو المادية”.

ولفت جابر إلى أن “الجهود الدبلوماسية المكثفة لعبت دوراً أساسياً لا سيما الفرنسية منها والأميركية. واشنطن أبلغت اسرائيل ألا يكون ردها عنيفاً يؤدي إلى رد آخر من الحزب حتى لا تتشكل كرة ثلج ممكن أن تؤدي إلى حرب شاملة لا يريدها لبنان ولا أميركا ولا اسرائيل تستطيع تحمل تداعياتها على الرغم من رغبتها بخوضها، ولا أعتقد أن نتنياهو قادر على تحمّل ضحايا في الجليل الأعلى وهو في طريقه إلى الانتخابات”.