IMLebanon

اسرائيل تتحدث عن منشآت صاروخية لـ”الحزب” بقاعا.. تمهيدا لضربها؟

انطلاقا من شريط الحوادث التي تُسجَّل على جبهة تل أبيب – حزب الله في الآونة الاخيرة، وبناء على تسلسلها وتسارعها، يمكن القول ان هذا الخط لن يشهد هدوءا في المدى المنظور، بل يتجه نحو توترات اضافية وإن كانت لن تقود الى اندلاع حرب مباشرة بينهما.

فغداة العملية المسيرة التي نفّذها الاسرائيليون في قلب الضاحية الجنوبية نهاية الشهر الماضي، وقد زعمت وسائل اعلام عبرية وغربية انها استهدفت أجهزة تُستخدم في صناعة الاسلحة للحزب، كشف الجيش الاسرائيلي في الساعات الماضية النقاب عن معطيات تحدث فيها عن “موقع لصنع الصواريخ ‏تابع لحزب الله” في البقاع. وقال في بيان “كشف الجيش الاسرائيلي منشآت تابعة لحزب الله تقع قرب بلدة ‏النبي شيت في سهل البقاع في لبنان، أقيمت لتصنيع وتطوير صواريخ دقيقة ‏التوجيه”. وأضاف “تَخوّفاً من القصف نقل “حزب الله” معدات مهمة من هذا ‏المجمع الى مواقع مدنيّة في بيروت‎”. وأرفق الجيش الاسرائيلي بيانه بصور مأخوذة من أقمار اصطناعية يفترض أن تكون ‏للموقع، وقال “لقد أنشأت ايران وحزب الله هذا الموقع قبل سنوات بهدف تصنيع ‏السلاح‎”.

‎ في السياق عينه، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، “إن الجيش الإسرائيلي ‏اكتشف منشأة أخرى لـ”حزب الله” تصنع صواريخ دقيقة يمكن توجيهها، مباشرة ‏إلى ضواحي مدينة حيفا‎”. وأضاف أنه أوعَز الى الجهات الإسرائيلية المختصة “بمنع أعدائنا من ‏التسلح بصواريخ دقيقة”، مضيفاً “أنه يعمل على ذلك من “دون هوادة‎”… فهل تمهّد هذه المعطيات، بغضّ النظر عن صحتها او عدمه، لضربات اسرائيلية اضافية يعتزم الجيش العبري تنفيذها على نقاط في لبنان في الايام المقبلة؟

مصادر سياسية مراقبة تقول لـ”المركزية” إن الأسلوب الاسرائيلي هذا، الذي يقوم على تنفيذ عمليات عسكرية موضعية ضد أهداف محددة يعتبرها تشكّل تهديدا لأمنه، والذي تعتمده تل ابيب في سوريا، وفي العراق أخيرا، هو بالذات، ما أراد الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، قطعَ الطريق على استخدامه في لبنان. وقد وضع معادلة “الطائرة بالطائرة والغارة بالغارة”، لردع اسرائيل وتحذيرها من ان استنساخ النموذج السوري والعراقي، في لبنان، مستحيل، ولا يمر مرور الكرام لدى “الحزب”.

فهل نجح في ذلك؟ تطورات الاسابيع المقبلة ستحمل الجواب، تقول المصادر. فاذا بقي حديث الجيش الاسرائيلي عن “منشآت البقاع” وعن “معدات نقلت الى بيروت”، من دون اجراءات عسكرية ضدها، يكون “تكتيك” حزب الله فعل فعله وأتى ثماره.

أما اذا قررت تل ابيب ضربَ المواقع التي زعمت وجودها، فذلك، سيشير الى وجود قرار اسرائيلي كبير، مغطّى بقوة من الولايات المتحدة، يقضي بتفكيك حزب الله ومنظومته العسكرية، كجزء من حملة أوسع للقضاء على ايران وأذرعها في المنطقة.

وفي الحالة الاولى، تتابع المصادر، ستصب المعلومات الاسرائيلية في خانة “الحرب” التي تشنها “دبلوماسيا” ضد حزب الله وضد لبنان ايضا، لتصويرهما في الموقع النقيض للشرعية الدولية ولقراراتها، وأبرزها الـ1701. وهنا، وفي وقت اكد رئيس الحكومة سعد الحريري في الساعات الماضية ان القرار لا يزال قائما، تشير المصادر الى ضرورة ان تثبت الدولة وبالأدلة الملموسة والدامغة ان ادعاءات الاسرائيليين مغلوطة وفي غير مكانها، وانها اي الدولة، تولي اولوية لالتزام القوى السياسية اللبنانية كلّها، بالقرارات الدولية ومندرجاتها.