IMLebanon

تحذير اميركي-اوروبي من إطاحة حدود “اللعب”في الجنوب

في كلمته في الليلة الثالثة من ليالي عاشوراء مساء الاثنين، باح امين عام “حزب الله” السيد حسن نصرالله بتوجهه الجديد في المرحلة المقبلة وفق قاعدة ان ما قبل المسيّرتين الاسرائيليتين فوق الضاحية الجنوبية ليس كما بعدها، معلناً “كسر اكبر خط احمر منذ عشرات السنين باستهداف أراضي الـ48” (فلسطين المحتلة)”، وذلك في معرض شرح الابعاد الاستراتيجية للعملية العسكرية التي نفّذها الحزب عصر الاحد الفائت في اتّجاه آلية عسكرية اسرائيلية في منطقة افيفيم في العمق الاسرائيلي.

وشكّل خطابه تحوّلاً استراتيجياً في الصراع القائم بين لبنان وحزب الله من جهة واسرائيل في الجهة المقابلة بعد ثلاثة عشر عاماً من صدور القرار 1701 الذي “رسم” حدود المواجهة بين الطرفين، لا بل “مسح” لمنطق الحدود التي ارستها قرارات دولية قبل ان يُسارع رئيس الحكومة سعد الحريري امس الى التأكيد “ان القرار 1701 لم يسقط ولا يزال موجوداً، والخطوط الحمراء ما زالت موجودة والمهم ان نستمر في تطبيق القرار 1701. وما يهمني هو ما يحصل على الأرض، وهو تطبيق هذا القرار”.

ومع ان اسرائيل سبقت حزب الله وبأشواط في خرق الـ1701 وتغيير قواعد الاشتباك كان اخره استهدافها للضاحية بالمسيّرتين، غير ان ما حصل على الجبهة الجنوبية لا يُبشّر بالخير ويفتح الباب امام مواجهة عسكرية من دون الاعتراف بمنطق الحدود وهو ما تبيّن منذ اختراق الضاحية وعملية افيفيم حتى لو ان الطرفين المعنيين ابديا حرصهما على عدم الدخول في حرب مفتوحة وانما الاكتفاء بلعبة “الردّ والردّ المقابل” المدروسة.

ورغم التصعيد على وقع تطورات اقليمية ملتهبة بين الولايات المتحدة الاميركية وايران، تنشط المساعي الدبلوماسية وحركة الوسطاء للجم ما حصل جنوباً وإعادة تثبيت قواعد الاشتباك التي ارساها القرار 1701.

وفي السياق، تكشف اوساط دبلوماسية غربية لـ”المركزية” ان مسؤولين في الادارة الاميركية واخرين من دول اوروبية فاعلة على الساحة الداخلية، نقلوا الى المعنيين في لبنان رسالة تحذّر من خطورة ما يجري في الجنوب، لاسيما لجهة اطاحة حدود 1701، وابدوا تخوّفهم من انزلاق الامور الى مواجهة مفتوحة وحرب واسعة لا يريد الطرفان الاسرائيلي وحزب الله الدخول فيها اقلّه الان لاسباب عدة لم تعد خافية على احد”.

ونبّه الاميركيون والاوروبيون في رسالتهم التحذيرية من اشتعال المواجهة بسبب “خطأ غير محسوب” من كلا الطرفين او تحت عنوان “لو كنت اعلم” كما حصل في حرب تموز 2006، مطالبين التزام لبنان اقصى درجات ضبط النفس ولجم اي مغامرة يقوم بها حزب الله في الجنوب بعدما ربط لبنان وجبهة الجنوب بالمحور الايراني والصراع القائم في المنطقة، بحيث باتت بيروت الساحة الوحيدة في المنطقة التي توجه منها طهران رسائلها “النارية” الى الخارج، وتحديداً لتخفيف ضغط العقوبات الاقتصادية عن عنقها”.

واشارت الاوساط الى “ان الحرص الدولي، خصوصاً الاوروبي-الفرنسي على إبعاد لبنان عن نيران المواجهة الاقليمية وتثبيت الاستقرار الذي ينعم به الجنوب منذ 2006 تُرجم بإقرار مجلس الامن الدولي الاسبوع الفائت مشروع القرار الفرنسي بتجديد ولاية القوات الدولية “اليونيفيل” دون تغيير نطاق عملها وصلاحيتها كما كان يروّج، وهذا ان دل الى شيء فإلى ان امن لبنان واستقراره باتا تحت المجهر الدولي وبأن هناك حدوداً “للعب” بهما-أقله راهناً”.