IMLebanon

كيف يقرأ “التيار” كلام الحريري عن التعيينات؟

لا اتفاق سياسيا جاهزا في شأن التعيينات، علما أن رئيس الحكومة سعد الحريري حاول حشر الأفرقاء المعنيين بهذا الشأن، في زاوية ما يمكن اعتبارها “مهلة حث”، حيث ذهب بعيدا في الاشارة إلى رغبته في حل هذا الملف الشائك، إلى حد الاعلان الصريح عن أن الحكومة ستعقد الأسبوع المقبل جلسة مخصصة للتعيينات. جرى كل هذا في وقت كانت الكواليس السياسية والاعلامية تحفل بكلام يفيد بأن الاتفاق على المراكز الحساسة الشاغرة في القضاء، أنجز وما عاد يحتاج إلا إلى الموافقة عليه  إلى طاولة مجلس الوزراء. غير أن وزير الاعلام عزا الفصل الجديد من التأخير في هذا المجال إلى أسباب شكلية، لا سيما في ما يتعلق بضرورة  ترؤس رئيس الجمهورية أي جلسة تناقش فيها قضايا حساسة كالتعيينات.

وفي انتظار اكتمال الطبخة نهائيا، تقتضي الموضوعية الاعتراف لرئيس الحكومة بموقف هو الأول من نوعه من حيث ضم التعيينات إلى متن جدول أعمال الجلسات (بعدما كانت تطرح من خارجه للأسباب السياسية المعروفة)، على أن توزع السير الذاتية للمرشحين في موازاة جدول الأعمال.

لكن، أبعد من كونه الأول من نوعه بالشكل يكتسب موقف رئيس الحكومة أهمية مزدوجة تعد مؤشرا للمرحلة المقبلة من التعيينات. ذلك أن الحريري، على ما يؤكد مراقبون لـ “المركزية”، حاول مأسسة قضية التعيينات والرد على السهام التي أطلقت على مجلس الوزراء من “بيت أبيه”، في ما يمكن اعتباره قطعا للطريق على أي انتقاد للحكومة تحت ستار “التحاصص في المراكز الادارية والقضائية الشائكة”.

من هذا المنظار، يصح اعتبار كلام  الحريري سهما سياسيا يحمل رسائل مشفرة عدة في اتجاه شريك التسوية الأول، التيار الوطني الحر، فيما يبدو التياران الأزرق والبرتقالي شديدي التصميم على تقريش التسوية الرئاسية في أكثر من مجال ومضمار.

وإذا كان أحد لا يشك في أن صورة كهذه من شأنها أن ترسم علامات استفهام حول مستقبل التفاهم بين الطرفين، وهو الذي تلقى ضربات كثيرة جهد القيمون عليه في انعاشه أكثر من مرة بعدها، يبدو العونيون حريصين على ضخ الاجواء الايجابية في الفضاء السياسي. ذلك أن مصادر في تكتل لبنان القوي اعتبرت عبر “المركزية” أن “موقف الحريري” كتير منيح”، مشددة على أنه لا يؤثر على مستقبل العلاقة المتينة بين بيت الوسط وميرنا الشالوحي.

ولفتت المصادر إلى أن “منذ البداية، لم يوظف في الادارة أشخاص لا علاقة لهم بمراكزهم”، مشيرة إلى أن “التفاهم مع المستقبل مستمر”، ومذكّرة بأن “من الصعوبة بمكان ايجاد أناس غير محسوبين على أحد الأحزاب لتعيينهم في الادارات العامة”.

وإذ رفضت الرد على الكلام عن أن الحريري هدف أولا إلى تبديد الهواجس التي ما انفكت القوات اللبنانية تعبر عنها، لا سيما في ما يخص الشفافية، اكتفت بالاشارة إلى أن “الوضع بيننا وبين معراب ليس في أحسن أحواله”.