IMLebanon

هذا ما تضمنه لقاء السيسي – جنبلاط

بدا لافتاً الاستقبال الحار الذي لقيه رئيس “الحزب التقدمي الاشتراكي” وليد جنبلاط في مصر، واهتمام الاعلام المصري بمواكبة وتغطية الزيارة، خصوصاً رئيس الجمهورية المصري عبد الفتاح السيسي وقبله وزير الخارجية سامح شكري، وعدد من المسؤولين المصريين. علماً ان لمشاركة رئيس “اللقاء الديمقراطي” النائب تيمور جنبلاط في هذه الزيارة رمزيتها ودلالاتها أيضاً.

عضو اللقاء الديمقراطي النائب بلال عبدالله الذي رافق جنبلاط في زيارته، أكد لـ”المركزية” “أن لقاء الرئيس السيسي تضمن نقاشاً مستفيضاً حول وضع المنطقة بشكل عام، خصوصاً القضية الفلسطينية والتسوية ورفضها من كل الفرقاء، بالاضافة الى التغييرات في المنطقة وصفقة القرن، حيث أعرب السيسي عن رفض مصر لها مع تأكيده على حل الدولتين والقدس عاصمة، وعدم التراجع عن هذا الموقف التاريخي. وتطرق الحديث إلى سعي مصر لتقريب وجهات النظر الفلسطينية، بين حماس والسلطة”.

أما لبنانياً، فأوضح عبدالله “أن السيسي أكد حرص مصر على وحدة لبنان وأمنه واستقراره. وبدا واضحاً دور مصر في تخفيف الاحتقان بعد الحادث الاخير جنوباً. وكان نقاش موسع حول الوضع في لبنان والدور الذي يمكن ان تلعبه مصر في مساعدة لبنان في حماية استقراره والدفاع عنه”.

وأضاف: “من جهة أخرى، طلب جنبلاط الاستفادة من خبرات مصر وتجربتها خصوصا في مجال الكهرباء، وابدى الرئيس السيسي استعداده لتقديم كل الخبرات، واكد انه سيعطي تعليماته الى الوزراء المعنيين في بلاده لفتح هذا الموضوع تجاه لبنان في كل الاطر. والاستفادة من تجربة مصر، التي شهدت في السنوات الخمس الماضية عملية نهوض وبداية معالجة للعديد من المشاكلات المزمنة”.

ورأى “أن مصر تملك امكانيات مهنية وتقنية وعلمية عالية. وأعرب السيسي استعداده حتى لمدّ لبنان بدورات تدريبية وتدريب الكادر المختص، وكان الجو ايجابيا على الصعد كافة. كما أبدى اهتمامه بلبنان مؤكدا “ان لبنان يعنينا تاريخا وحاضرا ومستقبلاً، ولدينا حرارة خاصة تجاه الشعب اللبناني وتجاه قضيته ومعاناته”.

وتابع عبدالله: “كان نقاش طويل حول النازحين السوريين، والطرق المنطقية والموضوعية للإسراع في عودتهم، وكان الرئيس السيسي واضحاً لجهة ان العودة منطقية وضرورية انما لانتظار تسوية سياسية، في الوقت الحاضر لا حل، ولكننا كلنا نسعى الى ايجاد الحل، انما منطقيا الامر يتطلب اعادة اعمار سوريا، وحتى الان اعادة الاعمار بحاجة الى نهاية التسوية السياسية. وكان الحديث عن الحرص المشترك على تجنيب لبنان خاصة تداعيات الازمة السورية ومن ضمنها النازحين، وان نسعى الى حماية بلدنا قدر المستطاع واعتماد سياسة النأي بالنفس، واصرّ السيسي على تثبيت سياسة النأي بالنفس. كما شجب الاعتداءات الاسرائيلية وكان له دور اساسي في لجم الامور التي حصلت مؤخرا في الجنوب”.

تجدر الاشارة الى انها ليست المرة الاولى التي يزور فيها جنبلاط مصر، فالعلاقة التاريخية تمتد الى عقود بعدما كان أرساها المعلم الشهيد كمال جنبلاط على أسس متينة مع الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وكذلك الامر مع معظم الدول العربية. الا ان تبقى لمصر مكانة أرحب في الوجدان العربي وتبقى قبلة للعروبة، مهما تبدلت التطورات والظروف وتغيّرت.