IMLebanon

مواقف لبنانية رافضة لكلام نصر الله

كتب يوسف دياب في “الشرق الاوسط”:

لقيت مواقف أمين عام «حزب الله» حسن نصر الله، في مناسبة ذكرى عاشوراء، ردود فعل مستنكرة في لبنان. ووضعها رئيس «حزب القوات اللبنانية» سمير جعجع، برسم رئيس الجمهورية ميشال عون، وتحديداً قوله «نحن من لبنان نقول للعالم إن إمامنا وقائدنا وسيدنا وعزيزنا وحسيننا في هذا الزمان هو سماحة آية الله العظمى الإمام السيد علي الحسيني الخامنئي دام ظله، وأن الجمهورية الإسلامية في إيران هي قلب المحور… نرفض أي مشروع حرب على الجمهورية الإسلامية في إيران، لأن هذه الحرب ستشعل المنطقة، وتدمر دولاً وشعوباً، ولأنها ستكون حرباً على كل محور المقاومة».

وأكد النائب والوزير السابق محمد عبد الحميد بيضون، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «لا انتماء وطنياً لدى نصر الله، بل تثبيت الانتماء الكامل للإمبراطورية (الإيرانية) التي لا تعترف بالأوطان». وقال: «لبنان لا يمثل شيئاً في قاموس نصر الله، والمؤسسات الدستورية القائمة في لبنان والرئاسات ليست إلا ديكوراً، طالما أن السياسة الخارجية والأمن والدفاع بيده».

وأشار بيضون إلى أن «نقطة الضعف الأساسية عند نصر الله وإيران، هي الخوف على نظام بشار الأسد، وهم يدركون أن إسرائيل وحدها القادرة على الإطاحة بهذا النظام، ولذلك فإن القصف الإسرائيلي على الداخل السوري، يصرّ نصر الله على الردّ عليه من لبنان، كي لا يحمل الأسد تبعات هذا الردّ»، معتبراً أن «نقطة التقاطع الأساسية بين نصر الله وإسرائيل تكمن في بقاء الأسد، الذي يحمي حدود الجولان المحتل».

ولم يتوقف هجوم نصر الله على إسرائيل والولايات المتحدة، بل شمل الدول العربية، والقطاع المصرفي في لبنان، على خلفية تقيّده بالعقوبات الأميركية على الحزب وكياناته، وشدد بيضون على أن «(حزب الله) هو أحد أبرز أسباب الانهيار الاقتصادي في لبنان»، وها هو اليوم يضع الليرة اللبنانية على شفير الانهيار.

وكان موقفٌ كذلك للنائب السابق فارس سعيد الذي اعتبر أن «حزب الله» بكلام نصر الله «نفّذ انقلابه الكامل على لبنان». وتوجّه إليه بالقول عبر «تويتر»: «لا يوجد في الدستور ولا في (الطائف)، ولا في القرارين 1559 و1701 (نقاتل تحت راية الإمام خامنئي)». ودعا سعيد، اللبنانيين، «إلى مواجهة الانقلاب سلميّاً، كما واجهنا سلاح سوريا بانتفاضة سلميّة، ولن نقاتل إلا تحت راية لبنان، فقط لبنان، ومن يقاتل تحت أي راية أخرى لا يشبهنا».

وفي الإطار نفسه، أشار رئيس مركز «أمم للأبحاث والتوثيق» لقمان سليم، إلى أن نصر الله «جدد الاعتراف بأن مرجعيته الأولى الأخيرة؛ علي خامنئي». وأوضح في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «نصر الله أعلن صراحة أنه يأخذ الحق والباطل من رجل غير لبناني، ويخضع له تحت اعتبارات مذهبية، تجعل لبنان ثغراً إيرانياً، وتقطع حبل الوصل مع باقي اللبنانيين». وقال سليم إن نصر الله «يعترف بأنه يحتلّ لبنان باسم علي خامنئي، وأن لبنان رهينة بيد قائده، وأمام هذا الواقع لا نستطيع الحديث عن سيادة في ظلّ بلد محتل إيرانياً».

وتوقف لقمان سليم وهو سياسي شيعي معارض لـ«حزب الله»، عند نقطتين لافتتين في خطاب نصر الله، الأولى تكمن باعترافه بأن «الإسرائيليين نجحوا بخداع (حزب الله) بعملية الردّ، ولم يبالغ بتصوير ما جرى على أنه انتصار، أما النقطة الثانية، فهي هجومه على مصرف لبنان من دون أن يسميه، لأنه يطبّق العقوبات الأميركية المفروضة على الحزب»، معتبراً أن «القطاع المصرفي ومصرف لبنان، يشكل شوكة في حلق (حزب الله)، لأنه يتحرك خارج سيطرته». وعزا سليم سبب هجوم نصر الله على المصارف، لأن «جمهوره يطالبه بأجوبة عن العقوبات التي تطاله».