IMLebanon

لبنان يتحضّر ليختبر «دولياً» ارتدادات ضمّه إلى «محور إيران»

لم تخرج بيروت من «تحت تأثير» إطلالة الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله في ذكرى عاشوراء التي جاءت الأكثر تظهيراً لالتحاق لبنان، و«بقوةِ الأمر الواقع»، بمحور «القائد الخامنئي»، والتي وضعتْ البلاد برمّتها أمام خطر الانكشاف العلني لكونها «مقتادةً» في خياراتها الاستراتيجية من فريقٍ يشكّل الذراع الأبرز لإيران في ساحات المنطقة ويكاد أن يتصدّر لائحة الـMOST WANTED أميركياً، وذلك في غمرة ما يشبه «الاستنفار» الداخلي للخروج من «غرفة العناية» المالية – الاقتصادية على «حمّالةِ» مؤتمر «سيدر».

وفيما كرّس الصمتُ الرسمي المطبق بإزاء مواقف نصرالله الذي حَسَمَ انضمام لبنان إلى «خط النار» بحال أي حربٍ على إيران حالَ «التنويم الاستراتيجي» التي أُدخِلتْ فيها «الدولة اللبنانية» وصولاً إلى تسليمها «النافر» بكل أركانها وللمرة الأولى بـ«الإمرةِ» لـ«حزب الله» إما من باب الاقتناع أو من بوابة «الواقعية» وتحت عنوان «لا حَوْل»، فإن هذا التحوّلَ غير العادي الذي يأتي على خلفية احتدام الصراع الأميركي – الإيراني الذي استدعى إعادة الجبهة بين «حزب الله» واسرائيل «إلى الخدمة» تأكيداً على «وحدة الجبهات» (هجوماً ودفاعاً) سيكون حاضراً ابتداءً من الأسبوع المقبل في كل من باريس التي يزورها رئيس الحكومة رفيق الحريري في 20 سبتمبر الجاري ونيويورك التي يتوجّه إليها الرئيس ميشال عون في 22 منه.

ويصل الحريري إلى باريس وفي «جعبته» بعضاً من الإجراءات المُطَمئنة نسبياً إلى جدية السلطة السياسية في الوفاء بالتزاماتها تجاه موجبات «سيدر»، وبينها بدء مجلس الوزراء (الاسبوع المقبل) مناقشة مشروع موازنة 2020 تمهيداً لإقراره في البرلمان ضمن المهل الدستورية، و«الملاحقة» اللصيقة لتنفيذ خطة الكهرباء، وإطلاق مسار تعيينات قضائية وإدارية (أمس) يفترض أن تُستكمل في مجلس إدارة «كهرباء لبنان»، إلى جانب وضْع ملف التهرّب الجمركي والتهريب عبر المعابر غير الشرعية والشرعية على طاولةِ البحثِ عن حلولٍ توقف «النزْف المالي» الكبير من خلال «مزرابٍ» بات «متجذّراً» لدرجة إعلان وزير المال الذي تصدَّر جبهة التصدي لهذا الملف: «قال لي أحدهم اليوم، أمِّن لي معبراً لـ3 ساعات في اليوم وسأعطيك 100 ألف دولار».

كما تشكّل محطة عون في نيويورك ابتداء من 22 الجاري، حيث يترأس وفد لبنان الى الجمعية العامة للأمم المتحدة، امتحاناً حقيقياً لكيفية تلقُّف المجتمع الدولي الاندفاعة غير المسبوقة من «حزب الله» على صعيد تظهير «تَفوُّقه» على صعيد إدارة الواقع اللبناني والتحكّم بتموْضعاته الاستراتيجية، ولا سيما أن المنظمة الدولية هي التي رعت في سبتمبر 2013 قيام «مجموعة الدعم الدولية للبنان» التي استندتْ إلى «إعلان بعبدا» والنأي بالنفس الذي نَسَفه نصرالله بالكامل.

ولم تأتِ خلاصاتُ محادثات الموفد الأميركي ديفيد شنكر في بيروت مُطَمْئنةً إلى ارتداداتِ «إدارة الظهر» الشاملة لمواقف نصرالله، إذ نُقل عنه «نفهم ان حزب الله يتحرّك كميليشيا باستقلالية وبناءً على أوامر من طهران لكن نأمل أن يمارس لبنان سيادته كدولة لا أن تكون هناك دولة من ضمن الدولة وميليشيا بادارة طهران يمكن أن تتسبب بحرب مع اسرائيل من دون اذن الحكومة اللبنانية على سبيل المثال»، وسط تقارير نقلتْ عنه أن عقوبات اميركية جديدة ستطول حلفاء لـ«حزب الله».