IMLebanon

نتنياهو في سوتشي: زيارة “استراتيجية” بنكهة “انتخابية”!

في زيارة هي الثالثة له الى روسيا منذ مطلع العام، حطّ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في روسيا، الخميس، حيث أجرى محادثات مع الرئيس فلاديمير بوتين في منتجع سوتشي على البحر الأسود.

وبحسب ما تقول مصادر دبلوماسية لـ”المركزية” فان التطورات في المنطقة، ولا سيما منها النفوذ الايراني الآخذ في التوسع على مرمى حجر من الكيان العبري في كل من سوريا ولبنان والعراق، شكّلت أبرز مواضيع البحث بين الرجلين، اضافة الى الانتخابات التشريعية الاسرائيلية المحددة في 17 أيلول الجاري.

وفي السياق، نقلت وكالة “إنترفاكس” الروسية للأنباء عن نتنياهو قوله لبوتين إن إسرائيل لن تتهاون مع أي “تهديدات من إيران التي تستخدم الأراضي السورية للعدوان”. وأضافت الوكالة أن بوتين أثنى خلال الاجتماع على التعاون العسكري والأمني بين روسيا وإسرائيل. وبحسب قناة “روسيا اليوم” التلفزيونية، قال بوتين لنتنياهو “أقول بصراحة إن علاقاتنا سواء في مجال الأمن أو في المجال العسكري، اكتسبت نوعية جديدة بفضل جهودكم إلى حد كبير”. وقبل لقائه بوتين، التقى نتنياهو الذي يتولى أيضا حقيبة الدفاع، وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، معلنا أنه سيناقش أيضا في روسيا الأنشطة الإيرانية في سوريا.

الجدير ذكره وفق المصادر، هو ان المحادثات الاسرائيلية – الروسية، تأتي في وقت وسّعت تل ابيب حملتها العسكرية في الميادين العربية مستهدفة ايران وحلفاءها. فبعد ان كان نشاطها هذا يقتصر على الاراضي السورية في الماضي، تحرّك الجيش العبري في الاسابيع الماضية ضد أهداف لأذرع ايران العسكرية في كل من لبنان، حيث أرسل طائرتين مسيّرتين الى قلب الضاحية الجنوبية لبيروت معقل حزب الله، والعراق، حيث استهدف بالطريقة عينها، مخازن أسلحة تابعة للحشد الشعبي، علما انها لم تتبنّ بوضوح هذه العملية.

نتنياهو أراد من هذا اللقاء، التثبّت من ان الغطاء الروسي لعمليات تل ابيب لا يزال متينا وقائما. فموسكو، حليفة ايران المفترضة والتي تجتمع معها في منصة أستانة للحل السوري، تغضّ الطرف عن ضربات اسرائيل لمراكز الحرس الثوري في سوريا، ولا تتحرك ضدها عسكريا- علما انها تملك في البلاد المعدات والمضادات العسكرية المطلوبة لردع الطيران الاسرائيلي، إن هي أرادت ذلك. وموقفها “المتفرّج” هذا، إنما هو وليد تفاهم بينها وبين واشنطن وتل أبيب، على ان تجذّر ايران في الميادين العربية يشكّل خطا أحمر يجب التصدي له، كونه عاملا مزعزعا للاستقرار في المنطقة وعنصرا معقدا للتسويات المنتظرة.

ويبدو ان نتنياهو سمع في سوتشي، الجواب الذي كان يريد، حيث أكد له بوتين أن موقف بلاده لم يتبدّل. والحال، بحسب المصادر، أن موسكو لعبت دورا في كبح جماح حزب الله للرد على “مسيّرتي الضاحية” وفي ضبط عمليته من حيث شكلها وتوقيتها، بما أمّن الحماية لعناصر الجيش الاسرائيلي وللقرار 1701، في آن.

في الموازاة، تشير المصادر الى ان نتنياهو اراد أيضا من خلال زيارته موسكو في الساعات الماضية، عشية الاستحقاق الانتخابي المرتقب، جذب أصوات القاعدة الانتخابية الناطقة بالروسية، وذلك في مواجهة أحد منافسيه زعيم حزب «إسرائيل بيتنا القومي” افيغدور ليبرمان. وتماما كما فعل في حملته السابقة، ركز نتنياهو على علاقاته المميزة بالقادة الكبار وبينهم الرئيس الأميركي دونالد ترامب وبوتين. وصرح في مقابلة مع موقع “آر بي كاي” الإخباري الروسي أن «العلاقات بين روسيا وإسرائيل هي اليوم في أفضل أحوالها”.