IMLebanon

نصرالله يضرب خطاب القسم والبيان الوزاري.. والخارج ينصح ويحذّر

في خطاب القسم الذي القاه في 31 تشرين الاول 2016 اثر انتخابه الرئيس الثالث عشر للجمهورية اللبنانية، اعلن الرئيس ميشال عون “ان لبنان السائر بين الالغام لا يزال بمنأى عن النار المشتعلة حوله في المنطقة بفضل وحدة موقف الشعب اللبناني وتمسكه بالسلم الاهلي. من هنا ضرورة ابتعاد لبنان عن الصراعات الخارجية ملتزمين احترام ميثاق جامعة الدول العربية، وبشكل خاص المادة الثامنة منه، مع اعتماد سياسة خارجية مستقلة تقوم على مصلحة لبنان العليا واحترام القانون الدولي، حفاظاً على الوطن واحة سلام واستقرار وتلاقٍ”. وفي 12 شباط 2019، تلا رئيس الحكومة سعد الحريري، في مستهل جلسة مناقشة البيان الوزاري لـ”حكومة الى العمل” في مجلس النواب، نص البيان الوزاري، معلنا ان الحكومة تلتزم بما جاء في خطاب القسم الرئاسي مرددا امام النواب مضمون الفقرة نفسها.

بعد اقل من سبعة اشهر على البيان الوزاري الملتزم ابعاد لبنان عن الصراعات الخارجية، أطل امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله في خطاب القاه لمناسبة ذكرى عاشوراء لينسف خطاب القسم والبيان الوزاري بموقف لم يلقَ ردا من اي جهة لبنانية رسمية، ما اعتبره آنذاك الفريق المناهض لحزب الله تسليماً من الدولة بأن ما يقرره “السيد” نمضي به ولو خالف وعودنا وقسمنا وبياننا الوزاري. آنذاك قال نصرالله مباشرة ” نكرر موقفنا، كجزء من محور المقاومة، نحن لسنا على الحياد، ولن نكون على الحياد في معركة الحق والباطل، وفي معركة الحسين ويزيد. والذين يظنون أن الحرب المفترضة إن حصلت ستشكل نهاية محور المقاومة، أقول لهم بقوة وثبات وصدق وإخلاص وعزم وتضحيات هذا المحور، هذه الحرب المفترضة ستشكل نهاية إسرائيل، وستشكل نهاية الهيمنة والوجود الأميركي في منطقتنا، هذا المحور، هذا المخيم، هذا المعسكر الذي يقف على رأسه سماحة الإمام القائد السيد الخامنئي دام ظله الشريف”. وتابع “نحن هنا من لبنان نقول للعالم كله إن إمامنا وقائدنا وسيدنا وعزيزنا وحسيننا في هذا الزمان هو سماحة آية الله العظمى الإمام السيد علي الحسيني الخامنئي دام ظله، وإن الجمهورية الإسلامية في إيران هي قلب المحور، وهي مركزه الأساسي، وهي داعمه الأقوى، وهي عنوانه وعنفوانه وقوته وحقيقته وجوهره”.

في هذا المجال، تسأل مصادر سيادية عبر “المركزية” ماذا لو تطورت الامور تصاعديا في الاقليم في ضوء استهداف منشآت “ارامكو”، وانزلق الصراع الاميركي- الايراني الى حرب مدمّرة حذر منها اكثر من مسؤول لبناني، في مقدمهم رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط الذي غرد اليوم قائلا “يبدو ان حريقاً كبيراً سيشبّ في الخليج نتيجة الحرب في اليمن…”، هل ينفذ نصرالله وعده ويشارك محورالممانعة والمقاومة في الرد على اي اعتداء قد تتعرض له ايران، ما دام اعتبر لبنان في قلب هذا المحور، ام يضع مصلحة الوطن الذي هو منه، قبل مصلحة ايران ومحورها ولو لمرة واحدة؟ الاوساط السيادية تؤكد ان السيد لا يمكن الا ان يرد على اسرائيل ويستهدف المصالح الاميركية اذا تعرضت ايران لاعتداء او هجوم، ما دام اعلن جهارا انه جندي في ولاية الفقيه وفصيل ينفذ تعليمات الحرس الثوري ويعمل وفق الاجندة الايرانية، والا لما اعلن ما اعلنه، وهو “ان وعد وفى”. واذا وقعت الواقعة وسدد المحور الاميركي-الخليجي ضربة موجعة لطهران، كيف سيبرر لبنان الرسمي رئاسة وحكومة سقوط وعدهما بـ”ابتعاد لبنان عن الصراعات الخارجية…واعتماد سياسة خارجية مستقلة تقوم على مصلحة لبنان العليا؟

اوساط دبلوماسية غربية تكشف لـ”المركزية” ان لبنان تبلغ اخيرا نصائح غربية بوجوب اخذ اقصى درجات الحيطة والحذر، استباقا لما قد يحصل في المنطقة، كما من الجانب الاسرائيلي بعد ما افرزته الانتخابات من نتائج وخلال فترة تشكيل الحكومة التي قد يلجأ خلالها بنيامين نتنياهو لاستخدام ورقة امنية تعزز موقعه وترفع حظوظه المتعثرة. وتضمنت النصائح ضرورة تجنب انخراط لبنان تحت اي شكل في صراعات المحاور الخارجية والتزام سياسة النأي بالنفس. ولفتت الى ان دقة وخطورة المرحلة تفترض قطع الطريق على محاولة استخدام لبنان صندوق بريد لبعض القوى الاقليمية.

وتكشف ايضا ان الرسالة التي وجهها رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع الى الرئيس ميشال عون بعيد كلام نصرالله، تضمنت تمنياً بالتواصل مع نصرالله لمنعه من زج لبنان في مواجهة اقليمية، ظروفها متوافرة اكثر من اي وقت مضى. واكد عدم الموافقة على ان يزج احد بلبنان وشعبه في اتون بركان مشتعل لا ناقة له فيه ولا جمل، وان هذا الاحد، مهما علا شأنه لا يملك وكالة عن االلبنانيين لتقرير مصيرهم والتحكم به.