IMLebanon

“الحزب” يحوّل لبنان منصة متقدمة لايران ويوجه انذاراتها للعرب عبره

 في رأس الاشقاء العرب، يضع لبنان سلاحه، ويقول لهم ساعدونا. انها اغرب معادلة يمكن ان تخطر على بال انسان. لا ينفك حزب الله يوجه رسائل التهديد المباشر تارة الى السعودية على لسان امينه العام السيد حسن نصرالله، واخرى الى دولة الامارات العربية المتحدة عبر اعلامه، في وقت يزور رئيس الحكومة سعد الحريري المملكة بحثا عن بعض المساعدات التي لم تبخل بها، وقد استبق وزير المال السعودي محمد الجدعان الزيارة بالاعلان عن محادثات تجري مع حكومة لبنان بشأن تقديم دعم مالي، وتستعد الامارات، اذا بقيت على استعدادها بعد رسالة التحذير الموجهة اليها من بيروت عبر احدى المقالات بوجوب الامتثال للقرار الايراني بالخروج من التحالف والانسحاب من اليمن او انتظار حصتها من الهجوم العقابي القاسي، لضخ جرعة دعم مادية عبر وديعة في المصرف المركزي.

والمفارقة، على ما تقول مصادر سيادية لـ”المركزية” ان مشروع مساعدة لبنان الذي هبّت الدول العربية لتلبية “النداء الفرنسي” فور اطلاقه عبر مؤتمر سيدر، يرتكز في شكل اساسي على هذه الدول تحديدا فكيف لها ان تلتزم وعودها وتقدم اموالها للبنان الذي لم تخرج لا رئاسته ولا حكومته لاستنكار التعرض لمنشآت ارامكو في المملكة، لا بل حوله فريق حزب الله الى منصة متقدمة لايران جهارا من دون ان ينبس اي من مسؤوليه ببنت شفة رفضا او استنكارا، حتى بدت السلطة الرسمية وكأنها في موقع اما الموافق على “اقترافات” الحزب في حق الاشقاء او العاجز حتى عن توجيه اللوم الى نصرالله على توريط لبنان في أخطر لعبة اقليمية – دولية على الاطلاق.

والمضحك المبكي، كما تضيف المصادر ان كل التصعيد والتهويل من جانب حزب الله يجري، فيما رئيس الحكومة سعد الحريري في باريس، حيث مكث ثلاثة ايام تحفيزاً لسيدر وتسريعاً لضخ امواله في بيروت على امل انتشالها من قعر البئر الاقتصادي الواقعة فيه، وقد سمع كلاما ونصحاً فرنسيا في هذا الاتجاه ودعوة للحفاظ على الاستقرار وعدم السماح بتحويل لبنان لمنصة ايرانية متقدمة.

الى اين يأخذ الحزب لبنان وهل يدفع حقا في اتجاه الانهيار لاحكام قبضته على الدولة؟ تجزم المصادر عبر “المركزية” ان لا مصلحة بتاتا للحزب راهناً في السيطرة على دولة منهارة، لأن مخاطر خطوة من هذا النوع سترتد عليه سلبا قبل اي طرف آخر، اولا من شعبه وناسه الذين يئنون من الضائقة الاقتصادية التي يرزحون تحتها ولا يتوانون عن رفع الصوت، وثانيا من المجتمع الدولي الذي يرشقه الحزب بكل انواع الحجارة ولا يمكن ان يقدم له العون للنهوض بالدولة لا بل يمضي في فرض عقوبات عليه واي محاولة للانقلاب ستفتح الباب على فوضى عارمة وربما حرب داخلية يدرك اكثر من غيره مدى خطورتها.

تعتبر المصادر ان اجندة الحزب الاقليمية وطريقة تفكيره العقائدية تقف خلف ممارساته هذه، الهادفة الى فرض منطق القوة، مستفيداً من مناخ الاحتضان الدولي للبنان والرغبة الجامحة في المحافظة على استقراره ومنع سقوطه، ومدّه بما يلزم لاستمراره كدولة وجودها ضروري في هذه البقعة من العالم. غير ان رهان الحزب على دعم الخارج، لاستمرار مضيه في دفع لبنان في اتجاه قلب محور الممانعة، قد يصطدم في اي لحظة بالتحولات المرتقبة على المستوى الدولي فيقع ما لم يدرج في حساباته ليرفع مجددا مقولة ” لو كنت اعلم”.

الرهان الوحيد، تختم المصادر، لعدم بلوغ المحظور، يبقى على رئيسي الجمهورية العماد ميشال عون والحكومة ليضربا على الطاولة، ويقولا كلمتهما في وقف استهداف الاشقاء العرب واعادة الالتزام بسياسة النأي بالنفس عن صراعات الخارج واعتماد الحياد، وهي سياسات نال على اساسها لبنان مساعداته الدولية الموعودة، فهل يفعلان؟