IMLebanon

خلف توقيت الكشف عن لقاء إيران: لبنان في خندق الممانعة؟

في فترة زمنية لم تتجاوز بضع ساعات، سجّل مرصد التطورات اللبنانية، عددا لا بأس به من المؤشرات “المقلقة”، وفق ما تقول مصادر سياسية سيادية لـ”المركزية”، التي تدل الى خروج لبنان عن نأيه وحياده “المفترضين”، كي لا نقول انها تثبت انزلاقه أكثر فأكثر، الى المحور الايراني في المنطقة.

فمن على منبر الامم المتحدة، حيث كان يلقي كلمة لبنان، أعلن رئيس الجمهورية العماد ميشال عون على مسامع العالم ان للبنان الحق في الدفاع عن نفسه ضد الاعتداءات الاسرائيلية “بكل الوسائل”. وهو، بهذه العبارة “الفضفاضة”، إنما غطى، وفق المصادر، حزب الله وسلاحه، باعتباره “مقاومة” في وجه العدو الاسرائيلي، علما ان السواد الاعظم من الدول الحاضرة في المنظمة الاممية، يعتبره تنظيما ارهابيا. الرئيس عون استلحق هذا الموقف بآخر، لا يقل جدلية، اذ أعلن ان بيروت ستفعّل التنسيق والتواصل مع دمشق، التي يرفض معظم العواصم الكبرى التعاطي معها، لاعادة النازحين السوريين الى بلادهم، في ظل استمرار ما لمّح الى كونه تلكّؤا دوليا في معالجة هذا الملف.

الا ان وقوف لبنان الرسمي على الحياد في النزاع الاقليمي، والذي اعتمده في بيان حكومته الوزاري، لم يسقط تحت وطأة هذا الكلام فقط، تضيف المصادر السيادية نفسها، بل شكّل اللقاء السريع الذي جمع الرئيس عون بنظيره الايراني حسن روحاني، في أروقة الامم المتحدة، بمشاركة وزيري خارجيتي البلدين جبران باسيل ومحمد جواد ظريف، شكّل اشارة لافتة للانتباه لمن يراقبون موازين القوى في لبنان، خاصة وأن الرئيس اللبناني كان قاطع، للسنة الثالثة على التوالي، حفل الاستقبال الذي يقيمه الرئيس الاميركي دونالد ترامب، على شرف رؤساء الدول ‏والوفود المشاركة في الجمعية العمومية للامم المتحدة.

أما في بيروت، وبالتزامن مع التطورات التي كانت تشهدها نيويورك، شكلا ومضمونا، فكان يُكشف، وبالصورة، عن اجتماع ضمّ المرشد الايراني علي الخامنئي إلى الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله وقائد قوة القدس التابعة للحرس الثوري اللواء قاسم سليماني. نشرت وسائل إعلام ايرانية وأخرى تابعة للحزب، الخبر، موضحة أن اللقاء جرى في إيران، من دون أن تحدد تاريخ التقاط الصورة.

وبحسب ما تقول المصادر لـ”المركزية”، فإن “توقيت” الكشف عن هذا الاجتماع الثلاثي، ليس صدفة، بل أراد من حدّدوه، توجيهَ رسالة واضحة، الى من يعنيهم الامر اقليميا ودوليا، يقولون فيها ان “لبنان جزء لا يتجزّأ من محور الممانعة”، تأكيدا لما سبق ان أعلنه سليماني عن ان الجمهورية الاسلامية تسيطر على أربع عواصم في العالم العربي، هي صنعاء ودمشق وبيروت وبغداد، كما انه يأتي رداً على العقوبات الأميركية على حزب الله “الابن المدلل” لإيران.

ففي وقت يُدافع رئيس جمهورية لبنان عن “حزب الله” وسلاحه، تماما كما وزير خارجيته جبران باسيل الذي قال من نيوبروك ايضا قبل ايام “حزب الله جزء من الحكومة ومن شعبنا، حتى ولو ازعج ذلك الادارة الاميركية (…) ولا يمكن ان نقبل ان يوصف ثلث سكان لبنان بانهم ارهابيون نحن نحترم حقنا في الدفاع عن النفس بوجه الاعتداءات الاسرائيلية”، تُنشر صورة اللقاء الثلاثي.. فتتوّج مسيرة “دفن” النأي، وتقطع شكّ من لا زالوا غير واثقين بأن بيروت في الخندق الممانع، باليقين.

لكن هل يدرك من يلعبون بتموضع بيروت الاقليمي، عن قصد او غير قصد، مخاطر ما هم في صدده، خاصة وان لبنان يُنازع وينتظر على نار “فلسا” من الخليجيين والغربيين، يمنع انهياره اقتصاديا وماليا؟