IMLebanon

هل الاتفاق الأميركي – الإيراني قريب؟

حتى اللحظة لم تحسم درجة الحرارة التي وضعت عليها طبخة المفاوضات الأميركية – الإيرانية، بعد انسحاب الأولى من الاتفاق النووي وعودتها إلى سياسة العقوبات الاقتصادية، مما دفع بالأخرى إلى خرق بنوده. رسائل مباشرة وأخرى مبطنة ترسلها كل من الجهتين عبر أكثر من “صندوق بريد” إقليمي ودولي، منها ما يساهم في رفع الدرجات ومنها ما يؤدي إلى خفضها، غير ان الثابت أن اياً منهما لم تتراجع كليا بعد عن موقفها لصالح الأخرى.

وليس آخر هذه المواقف ما أكده الرئيس الإيراني حسن روحاني بنبرة متشددة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة أن “إيران لن تتفاوض على برنامجها النووي طالما بقيت تحت العقوبات”، في حين وضع وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو القرار في الحضن الايراني، مشيرا إلى أن “أميركا تريد حلا سلميا ونأمل الوصول إلى ذلك، في النهاية سيكون على الإيرانيين اتخاذ القرار”. من هنا، ما الاتجاه الذي يمكن أن تأخذه علاقة المحورين؟

المحلل السياسي سامي نادر رجّح عبر “المركزية” أن “تتجه الامور إلى مزيد من التصعيد، علماً أن ما من حرب تلوح في الأفق. لكن، قد يُفرض المزيد من العقوبات الاقتصادية على إيران، التي قد تلجأ في المقابل إلى القيام بالمزيد من الأعمال لإيصال رسائلها، على غرار هجوم أرامكو، كونها تحاول التأثير على مجريات الانتخابات الأميركية عن طريق التأثير على اسعار النفط وبالتالي على الاقتصاد”، مستنتجا أن “يؤدي هذا الواقع إلى تصعيد متزايد على الخط الأميركي – الإيراني”.

ولفت الى أن “الخطاب الأميركي أمام الجمعية العمومية للأمم المتحدة كان واضحا من حيث تلافي التصعيد، إذ كان بإمكان أميركا القيام بعكس ذلك انطلاقا من هجوم “أرامكو”، إلا أنها وجّهت في المقابل كلاما قاسيا جدا لطهران عندما شددت على أنها تجوّع شعبها، وراعية للإرهاب ومزعزعة للاستقرار”.

وبمعنى آخر، يرى نادر أن “الإدارة الاميركية رمت الكرة في الملعب الإيراني، موجهة رسالة تنطوي على تغيير السلوك مقابل التوصل إلى الحل الديبلوماسي، نظرا إلى تأكيد الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن أميركا داعية للسلام وليست من هواة الحروب، لكن في الوقت نفسه تصرف المحور الآخر غير مقبول بالنسبة لها”.

وفي السياق، يعتبر نادر أن الجمهورية الاسلامية أرسلت إشارات متناقضة في الاتجاه الأميركي، “إذ بالتوازي مع الهجوم على منشآت النفط، تحثّ طهران الحوثيين على إظهار رغبتهم في وقف الحرب والتوصل إلى حل سلمي”، لافتا من هذا المنطلق الى أن “الامور لم تنضج بعد للتوصل إلى حل، لذلك ستكون المرحلة المقبلة ساحة لمزيد من العقوبات والضغوط مقابل المزيد من الرسائل الإيرانية المتناقضة”.

أما عن تكرار إيران موقفها الرافض للتفاوض قبل رفع العقوبات، أوضح نادر “أنها تطلق هذه المواقف من موقع تفاوضي. في السابق، نسفت طهران أي احتمال لإعادة التفاوض أو تجديد الاتفاق النووي، أما ما نسمعه اليوم فهو تراجع عن الموقف المتشدد”.