IMLebanon

روحاني منفتح على حوار مشروط وخامنئي يصعّد

ليس التباين الاميركي – الايراني في شأن شروط الحوار الذي يسعى الفرنسيون الى احيائه بين الغريمين، وحده، ما يحول دون انطلاقه. فالخلاف حول التفاوض بين طهران وواشنطن، حاضر بقوة ايضا بين الايرانيين أنفسهم، وفق ما تقول مصادر دبلوماسية لـ”المركزية”.

فالجناحان التقليديان المتصارعان في الجمهورية الاسلامية، أي المتشددون ويمثلهم الحرس الثوري الايراني بقيادة مرشد الثورة علي خامنئي من جهة، والمعتدلون وأبرز ممثليهم اليوم الرئيس الايراني حسن روحاني ووزير خارجيته محمد جواد ظريف، لا يبدوان على الموجة نفسها في مقاربة موضوع العلاقة مع الولايات المتحدة الاميركية.

صحيح انهما يتفقان على اولوية رفع العقوبات، ويوجّهان الى واشنطن أقسى التهم، بمحاولة اخضاع الشعب الايراني وتركيعه، الا ان المعتدلين يبدون انفتاحا ولو مشروطا، على فكرة الجلوس الى الطاولة مع الاميركيين، الا ان المتشددين يرفعون السقف ويصعّدون ليس فقط في وجه البيت الابيض بل ايضا في وجه الاوروبيين.

وفي السياق، وفي حين يصرّ روحاني على رفع العقوبات الأميركية قبل التحدث إلى نظيره دونالد ترامب، الا انه لم يستبعد تمامًا عقد مثل هذا الاجتماع إذا بقيت سارية. وقال الجمعة “لا أريد أن أقول إن مثل هذه الخطط لن تتحقق أبدًا، لكن حتى الآن، لم نصل إلى نقطة تأكيد”. وشدد على ضرورة “الكف عن سياسة الضغط القصوى ومتابعة سياسة الحوار والمنطق والعقل”. وأردف “أعطونا الثقة اللازمة”، حتى تتمكن الحكومة الإيرانية من الدخول في مفاوضات. وتابع “في الوقت نفسه، يمكننا التحدث وإجراء محادثات حول الإجراءات التي تتجاوز ذلك”. ويأتي هذا الموقف “المرن” وفق المصادر، غداة اقتراح قدمته الحكومة الايرانية أبدت فيه استعدادها لتقديم تطمينات بعدم سعيها لامتلاك أسلحة نووية ولقبول تغييرات بسيطة على اتفاقها النووي إذا عادت واشنطن للاتفاق ورفعت العقوبات. وقد قال المتحدث باسمها منذ ايام “إذا انتهت العقوبات وكانت هناك عودة للاتفاق النووي، فسيكون هناك مجال لتقديم تطمينات بهدف كسر الجمود، بل إن الرئيس حسن روحاني لديه مقترح بتغييرات بسيطة على الاتفاق”. وفي السياق عينه، أعلنت قناة برس تي.في التلفزيونية الإيرانية، أن طهران تعرض قبول تشديد عمليات التفتيش على برنامجها النووي، إذا صدق الكونغرس الأميركي على الاتفاق النووي المبرم عام 2015 ورفعت واشنطن كل العقوبات. وقالت القناة التي تديرها الدولة والمتحدثة بالإنجليزية نقلا عما وصفتها بمصادر مطلعة “التعديل الإيراني المقترح على الاتفاق النووي يدعو الى موافقة برلمان إيران مبكرا على بروتوكول إضافي وإلى موافقة الكونغرس الأميركي على الاتفاق النووي وعلى رفع كل عقوبات واشنطن”.

لكن في مقابل هذه الليونة، التي من شأنها معاونة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون في مسعاه التوفيقي على خط واشنطن – الرياض، استبعد خامنئي الخميس أن تساعد الدول الأوروبية إيران في مواجهة العقوبات الأميركية. وأضاف أنه يجب على طهران “أن تتخلى تماما عن أي أمل” في هذا الصدد. وتابع خامنئي وفقا لموقعه الإلكتروني الرسمي “رغم وعودهم، التزم الأوروبيون عمليا بعقوبات أميركا، ولم يتخذوا أي إجراء، ومن غير المرجح أن يفعلوا شيئا لإيران في المستقبل. وقال “ينبغي لإيران ألا تثق أبدا في أميركا والقوى الأوروبية المعادية لإيران، لذا على المرء أن يتخلى تماما عن أي أمل” في الأوروبيين.

رغم هذا التفاوت، تقول المصادر ان المفاوضات حاصلة وهي مسألة وقت، وما يجري اليوم أكان في ايران او بين واشنطن وطهران، ما هو الا شد حبال لتحسين الشروط قبل الجلوس الى الطاولة من جديد.