IMLebanon

نزاع القرنة السوداء يتجاوز “البحيرة” إلى مشروع “الحزب”؟

ليس الخلاف الذي نشأ أخيرا بين الضنية وبشري بسبب الاعمال في بحيرة في أعالي بقاعصفرين مرتبطا بنزاع عقاري على ملكية المشاع بين اهالي المنطقتين. فهو يخفي في خلفياته، مشروعا اكبر وأخطر وفق ما تقول مصادر سياسية سيادية لـ”المركزية”، قد يكون سكّان الجانبين، وهم من السنّة والمسيحيين، مجرّد وقود له، ويدفعان ثمنه من أمنهما و”العيش المشترك”.

فما يجري في هذه المنطقة الجردية له علاقة، وفق المصادر، بمخطط قديم – جديد لـ”حزب الله” لربط القمم والطرقات الجبلية على طول السلسلة الغربية، من الجنوب الى الشوف والبقاع وجبيل فالشمال بعضها ببعض، بما يعطيه سيطرة استراتيجية وأمنية على هذه المناطق كلّها من جهة، ويترك له المنافذ بين لبنان وسوريا الحيوية بالنسبة اليه مفتوحة، ليتلقى منها المال والسلاح.

وتضيف المصادر: “نائبا بشرّي ستريدا جعجع وجوزيف اسحق أدركا هذه الحقيقة، وأيقنا حجم المشكل الحاصل وجذورَه الفعلية. ولهذه الغاية، حملا الملف وطرقا باب عين التينة، وليس سواها، لمحاولة ايجاد حل لها. وقد قالت جعجع عقب الزيارة “جئنا نطلب مساعدة الرئيس نبيه بري، الذي يلعب دور “الإطفأجي” على مساحة الوطن، بعدما حاول البعض إيقاع منطقتي بشري والضنية – المنية في فتنة لا تحمد عقباها””.

من جانبه، قال اللواء أشرف ريفي​: “لا مشكلة على الإطلاق بين أهلنا في ​الضنية​ وبشري. افتعال الفتنة ينفذه حلفاء “​حزب الله​” من الطرفين لجر المنطقتين الى ما لا تريدانه”، مضيفا: “نحن و”​القوات اللبنانية​” و”​المستقبل​” والعقلاء الذين هم الأكثرية سنحبط هذا المخطط الخبيث كما أحبطناه في العام 2005″. ويأتي هذا الموقف بعد ان كشف ريفي عن قيام حزب الله بحل سرايا المقاومة، لينشئ جيشا مؤلفا من 80% من السنة و20% من المسيحيين ليتم تدريبهم في إيران وليس في البقاع في معسكرات “حزب الله”، قائلا: “الى الآن قام بـ4 دورات تدريب في ايران لتحضير جيش لإسقاط مناطقنا، هذا برسم كل القوى الأمنية وكل القوى القضائية وكل السياسيين في لبنان وأقول له: كما في 7 أيار في الشوف – الشويفات أسقطوك وفي عكار وفي طرابلس أسقطناه سنسقطه في عكار وفي طرابلس لو مهما كلفوه سرايا، سواء كانوا جيشا سنيا- مسيحيا او سرايا مقاومة نعم نقول لحزب الله لدينا علم بكل ما تخطط وسنكون لك بالمرصاد وان لم يكن هناك احد يدعمنا، كرامتنا تدفعنا وهؤلاء الرجال الذين سبق وتصدوا لحزب الله في 7 أيار سيتصدون للنسخة الجديدة من حزب الله”.

وبحسب المصادر، فإن “الجيش” المفترض قد تكون مهامه تنفيذ مخططات الحزب في قلب المناطق التي لا حضور شعبيا شيعيا وازنا فيها، كجبيل مثلا حيث الخلاف مستمر بين اهالي اليمونة والعاقورة، وفي لاسا ايضا، او في القرنة السوداء اليوم. كما ان الضاحية تستعين ايضا بمتموّلين كبار لاستملاك اراض شاسعة في ساحل الشوف وفي الجنوب (الدبية والرميلة والناعمة وفي جزين كجبل الريحان مثلا)، تعتبرها ضرورية ايضا لصون مصالح الحزب الحيوية على المدى البعيد.

ازاء هذا السيناريو، تقول المصادر ان حسنًا فعل الجيش اللبناني بالدخول على الخط في بقاعصفرين مانعً اي تحرك فيها، معلنا مناورات يجريها في المنطقة. اما المطلوب أيضا للتصدي للمخططات المشبوهة التي من شأنها احياء الفتنة المذهبية والطائفية، فهو استعادة الدولة، عبر وزارة المال، مشاعاتها والسيطرة عليها. وهي، بهذه الخطوة، لا تعزز السلم الاهلي فحسب، بل تساهم ايضا في إنعاش خزينتها الفارغة، ان هي أحسنت استثمار هذه الاراضي، أو منعت التهريب الذي يحصل عبرها. فهل تفعل؟